16‏/05‏/2010

الأمسية 28

الشاعر : رمضان العوامي ، والشاعر : خالد الرعيدي .



كان منتدى أماسي البيضاء الثقافي يوم الاثنين الماضي الموافق 10-5-2010م على موعد مع أول أمسية في الشعر الشعبي فاحتفى في هذه الأمسية بالشاعر الشعبي المتألق ( خالد الرعيدي ) .. أدار هذه الأمسية الباحث والشاعر ( رمضان الصالحين العوامي ) .
بدأ رمضان الصالحين أولاً بالتعريج على شيء من سيرة الشاعر الكبير الراحل جبريل الرعيدي وهو من أجداد ضيفنا الشاعر .. وذكر رمضان العوامي أن جبريل الرعيدي من مواليد أواخر الستينات من القرن التاسع عشر وتوفي سنة 1968م ، وأنه كان مجاهداً شارك في العديد من المعارك ضد الغزو الايطالي وأبلى فيها بلاء حسنا ، وأنه تعرض للنفي في الجزر الايطالية وله في ذلك الكثير من القصائد التي تجسد حالة المنفيين وما يلاقونه من قسوة في المعاملة جراء أعمال السخرة التي كانوا يكلفون بها . كما ذكر العوامي أن الشاعر الراحل جبريل الرعيدي شارك في معركة (بئر بلال) الشهيرة حيث جهز الايطاليون قوتين كبيرتين إحداهما بريّة والأخرى بحرية لاحتلال منطقتي اجدابيا والبريقة فتصدى المجاهدون للحملة البريّة يوم 10-6-1923م ومعهم الشاعر جبريل الرعيدي وتمكن المجاهدون من هزيمة الايطاليين هزيمة نكراء ، ثم توجهوا في اليوم الثاني 11-6-1923م للتصدي للقوات البحرية التي تنوي احتلال البريقة فتمكنوا من هزيمتها هي أيضاً وردها عن غايتها ، وفي ذلك يقول الشاعر جبريل الرعيدي :

جا تاعب ويريد الضيفة ..
شــين الصّـيفـة .. ســيّـب كــم جــيفـة في جــيفــة
جـا تاعـب جا للفـلاقـة ..عـاود دون اللي ناويـهــم
ريّب وين الجيش تلاقى .. داعـكّم غير اوحل فيهم
رمّوهم ع الموج شراقة..م النار اللي شاطت فيهم
تمّا عسـكرهـم يـزّاقـى .. من حربي فوق طواقيهم
هـذا هـو حـظ اللقـاقـة .. تسـويفـه جـوها بيـديـهـم
كم فارس فوق المحماقة .. سـوّسّـا وغـطـسّا فيهم
كـم عـيّل فاوّل غـنداقة .. له سـاعة ايتمـنّى فـيهـم
ثابت وين يثور لحاقه .. وجهه الاثنين ايقـرزيهم
نحنا والصلاّح رفاقه .. سـاعة نبلاطـتـنا فــيـهـم
كـلتّم حـجّب بطـقـاقه ..
فـارط ســيـفـــه .. واحــنا نـجّــاروا فــي هـيفـه .

وبعد هذا السرد الممتع بدأ العوامي في سرد السيرة الذاتية للشاعرالضيف ، ثم تساءل عن تسمية الشعر الشعبي وقال : إذا كانت هذه هي تسمية هذا النوع من الشعر فماذا نسمي الأنواع الأخرى من الشعر العامّي . أليست هي الأخرى تكتب باللهجة الشعبية ؟ فلماذا لا تسمّى هي أيضا شعر شعبي ؟ .
بعد هذه الاستفسارات التي تصلح لأن تكون محور نقاش في أمسية مستقلة ، أفسح رمضان الصالحين المجال للشاعر خالد الرعيدي ليلقي نماذجاً من قصائده التي انتقاها بعناية فنالت استحسان ورضى الحضور .
وبعد كل قصيدة يلقيها الشاعر كان رمضان الصالحين يسمح للحضور بإبداء آرائهم حول ما سمعوه فجاءت مداخلاتهم تباعاً على النحو التالي :
د.فتح الله خليفة : أتوجه بجزيل الشكر والثناء إلى أسرة منتدى الأماسي الذين حرصوا على التنوع في نشاطاتهم وأشد على أيديهم ليستمروا في هذه الحيوية وهذا العطاء - أثار المقدِّم قضية الهوية – الشعر العامي كان له دور في التأريخ ودور في المقاومة فعلى سبيل المثال فترة المعتقلات كانت أغلب المصادر التي حدثتنا عنها هي مصادر أجنبية كتبها الاحتلال بينما استطاعت قصيدة رجب بوحويش أن تجسد مرارة الاعتقال والحياة البائسة التي كان يعيشها الليبيون داخل المعتقلات – كذلك أثار المقدِّم قضية التسمية إذ يقول إن الشعر الشعبي والشعر الغنائي رغم أنهما يستخدمان اللهجة العامية إلا أنهما لا يتفقان في المسمى وأنا من رأيي أن تخصص ندوة كاملة حول هذا الموضوع – ما استمعت إليه اليوم أطربني واستمتعت به كثيراً – الشاعر رغم صغر سنه إلا أنه شاعر متمكن أحييه بحفاوة على هذه الروح وهذا الإبداع .
أ.عبدالباسط الجياش : في الحقيقة ليست لي - على الصعيد الشخصي - علاقة وثيقة بالشاعر خالد الرعيدي ولكن قبل قدومي إلى هنا سألت عنه أحد المهتمّين بالشعر الشعبي فأجابني بكلمة واحدة فقال : إنه شاعر . وبعد سماعي للقصائد التي ألقاها الرعيدي أستطيع القول بأن صفة الشاعر تنطبق عليه بالفعل – قصيدة ( عرق الشوق ذبل نحسابه ) أراها تختلف عن المنهج المتبع من قِبل الشعراء الشعبيين فهي في اعتقادي قصيدة ملؤها التفاؤل والفرح ، أسأل الشاعر: هل لهذه القصيدة قصة ؟. ماهي قصتها ؟ .
الشاعر : أ.عبد الله علي عمران : دائما ما أبحث عن الغطاء الفكري لكل شيء وعادة ما أنطلق من التسمية – كلمة عامّ تعني العمومية وكلمة شعبي تخص شعبا بعينه – ثم ماهي وظيفة الشعر الشعبي ما الدور الذي يقوم به هذا النوع من الشعر ؟- لا أعتقد أن الدور الذي يقوم به هو التأريخ – قضية الهوية هي أكثر تعقيداً فمثلاً إذا لم أفهم معاني مفردات القصيدة الشعبي هل أتهم بعدم الانتماء للشعب ؟ - عادة ما يميل الشعراء الشعبيون إلى الغموض في قصائدهم – في الفصحى يعتبر استخدام الكلمات الوحشية عيباً .
الأديب : د.عبد الجواد عباس : تعقيباً على كلام رمضان الصالحين أقول إن الشعر الغنائي مُعد للغناء ولذلك هو أسهل في تراكيبه من الشعر الشعبي – ثم ليس بالضرورة أن يُسمى الشعر الغنائي بالشعبي فالأشعار التي تكتب بالفصحى صنفت هي أيضاً فمنها هناك الشعر القصصي والملحمي والغنائي – لكي نفهم الشعر الشعبي لا بد لنا من الإلمام بالثقافة التي انطلق منها هذا الشعر –
محمد عباس : لماذا لم يخصص الشاعر خالد الرعيدي قصائدا للحكمة؟.
الشاعر عبد السلام الحجازي : أرى أن الكلام في هذه الأمسية أصبح يسير في خطين متوازيين ، الأول عن الشاعر وتجربته الشعرية ،والآخر عن ماهيّة الشعر ووظيفته – أنا لا أريد الخوض في وظيفة الشعر وماهيته ولكن فقط أعقب في عجالة على كلام عبدالله عمران فأقول : إن عدم فهم المتلقي لمفردات القصيدة الشعبية هو ليس عيباً في القصيدة بل العيب يكمن في جهل المتلقي بمعاني هذه المفردات ، وقياساً على ذلك أتساءل : إذا لم يفهم المتلقي الأمي معاني مفردات القصيدة الفصحى ، هل يجوز لنا أن نتهم القصيدة الفصحى بالغموض ؟ - الشعر لم يكن في يوم من الأيام معنياً بالتأريخ ولكن المؤرخون يستندون إلى قصيدة ما تكلمت عن حقائق في حقبة ما ويستدلون بها تماماً مثل قصيدة ( ما بي مرض غير دار العقيلة ) للمرحوم رجب بوحويش – تعرّفتُ على الشاعر خالد الرعيدي قبل حوالي عشرين سنة وعلى ذلك فإنني قد عاصرت فترة مبكرة من نبوغه الشعري وأشهد له بأنه يمتلك أدواته ويجيد اقتناص الفكرة ويتميز بالجدة في قصائده – سأختم بسؤال وطلب ،فأمّا السؤال فهو أين خالد الرعيدي من المطالبين بالتجديد في الشعر ،وهل المجددون الآن نجحوا في هذه المهمة ؟ - أما الطلب فيتمثل في قصيدة للشاعر كتبها عن الشهيد صدام حسين وفي اعتقادي أن هذه القصيدة اكتسبت أهميتها من عاملين : الأول هو أنها خصصت بالكامل لهذا الحدث فاختلفت بذلك عن بقية القصائد التي ذكر فيها الشعراء صدام حسين فهم ذكروه في ثنايا قصائدهم ،أمّا هذه فلا . أما العامل الثاني فلأنها على قصرها أحاطت بالحدث المؤلم إحاطة السوار بالمعصم أتمنى أن نسمعها من الشاعر إذا لم تخنه الذاكرة .
الشاعر مفتاح ميلود : لم نكن في السابق مهيئين لمناقشة القصائد الشعبية لأن هذه القصائد كانت تلقى في طقوس لا تسمح بالمناقشة – شيء جميل وحسن أن يدخل الشاعر الشعبي في النسيج الثقافي ليتيح لنا فرصة الاطلاع على تجربته الشخصية – البيئة دائما لها الأثر الكبير على نتاج الشاعر فشاعر الصحراء مثلا لا نسمعه يتحدث عن البحر والعكس – أنا أثمّن حضور الشاعر خالد الرعيدي عالياً وأشكر من خلاله أسرته التي تميزت بالعطاء في شتى الحقول الثقافية – أما بالنسبة لعلاقة الشعر بالتأريخ فإن المؤرخين إذا لم يجدوا وثائق مكتوبة عن حقبة ما فأنهم يستعينون بالشعر إذا تناول شيئا من أحداث تلك الحقبة المعنية بالبحث .
الفنان التشكيلي سعيد لصيفر : القصيدة الشعبية تتميز بأنها كثيراً ما تخلق الحوار حولها – الشاعر خالد الرعيدي لديه روح المغامرة وهو أيضاً كثير التأمل وهذا ما يتضح من قصائده – منتدى الأماسي يعكس حالة ثقافية جميلة وبرّاقة أتمنى أن يستمر بنفس هذا الحماس .
الفنان التشكيلي علي الشرقاوي : الشعر الشعبي هو أجمل أشكال اللهجة – لا نستطيع أن نرفع عن الشعر الشعبي ثوب الشاعرية – الشعر الشعبي والفصيح والمنثور كلها أدب وشعر رغم اعتراض البعض على هذا الرأي – لهجتنا أصيلة ومفهومة بدرجة كبيرة لأنها أقرب اللهجات إلى الفصحى – تراثنا قائم على هذه اللهجة – أنا ضد أن تكون البيئة هي الرادف الأكبر للشعر الشعبي فكثير من الشعراء أجادوا وهم في السجن بين أربعة جدران .
بعد انتهاء المداخلات بدأ الشاعر خالد الرعيدي بالردود عليها معرباً عن امتنانه بأنه يتوسط نخبة من المثقفين وأن هذه تحربة مفيدة ينصح الشعراء الشعبيين بخوضها حتى تعم الفائدة على الجميع .
بعد ذلك اختتم الشاعر رمضان الصالحين الأمسية بالإعلان عن الأمسية القادمة يوم الاثنين الموافق 24-5-2010م وأنها ستكون محاضرة بعنوان ( القصة القصيرة في ليبيا ، قصّاصو الجبل الأخضر نموذجاً ) للأديب الدكتور : عبد الجواد عباس .


المُداخلون :

د . فتح الله خليفة .

أ . عبد الباسط الجياش .

الشاعر : أ . عبد الله علي عمران .

الأديب : د . عبد الجواد عباس .

محمد عباس .

الشاعر : عبد السلام الحجازي .

الشاعر : مفتاح ميلود .

الفنان التشكيلي : سعيد لصيفر .

الفنان التشكيلي : علي الشرقاوي .


وجوه من الحضور :








قصائد بإلقاء الشاعر : خالد الرعيدي .
1- إهداء للحضور .

2- قصيدة : جفا وانسينا .

3 - قصيدة : راحت سنين الراحة .

4 - قصيدة : الشهيد صدام حسين .

5 - قصيدة : عرق الشوق ذبل نحسابه .

6 - قصيدة : منها يا ريغاني ترقى .

هناك 10 تعليقات:

  1. شكراً أماسي البيضاء لهذا التنوع والإثراءلكافة الوان الثقافة والإبداع..الف تحية لضيفكم المميز..
    جهد تُشكرون علية وخطوة جميلة للتدوين(أقصد مقاطع الفيديو) وفقكم الله.

    ردحذف
  2. بيضاوي متغرب18 مايو 2010 في 12:42 م

    اخوتي الافاضل : انتم بهذه المدونةوهذا الجهد تعزوننا في فقد موقع السلفيوم فنحن المغتربون البعيدون عن الجبل الحبيب نقع تحت طائلة الحنين ونتحرق لسماع اخباركم اخوتي الاعزاء لقد اعجبتني قصائد الشاعر خالد الرعيدي وحملتني الى هناك حيث انتم اشكركم شكر العاجز عن الشكر .

    ردحذف
  3. أييييييييييوه يا بوادي خلوكم في الشعر الشعبي واطلعوا من الثقافة والادب هذه مش طاقيتكم مجردوا وغنوا وطقوا وكشكو والباقي صقع عليكم مش لكم.. البيضاء امفيت الكولسة والقبلية والدسائس والسرقة مافيها شي . قاللك ثقافة هههههههههه

    ردحذف
  4. البيضاء تسير بخطى ثابتة..ولا عزاء للحاقدين.

    ردحذف
  5. حقد على من ؟ انتوا أصغر من ذلك يا بوادي .. لوكان عندكم ثقافة راهم حضوركم واجد جيبولهم شعراء شعبيين واللا جيبولهم حجالات وشوفو العدد الي يجيكم معاد تلقوا وين اتحطوا كرعيكم ... لكن الادب والثقافة صقع عليكم وانراهنكم من توا على فشلكم ثقافيا كيف مافشلتوا رياضيا منتداكم كيف ناديكم فوجة بيبسي .هههههههههههههههههههه

    ردحذف
  6. بيضاوي امقطّر22 مايو 2010 في 11:42 م

    القافلة تسير والكلاب تنبح...

    ردحذف
  7. درناوي امقطر23 مايو 2010 في 12:40 ص

    أشد على أيادي المثقفين في البيضاء الذين يواصلون عطائهم واستغرب من حسد بعض الناس وحقدهم، دائما تجد هذه الفئة الحاسدة المشككه في كل مكان، حتى عندنا في درنة لكن لاقيمه لها، المثقفين الحقيقيين هم الذين بعملون ويتركون الثرثره للاخرين.

    ردحذف
  8. Thanks for it .. I hope the new Topic is always

    ردحذف
  9. Le succès .. J'espère que le nouvel écran est toujours

    ردحذف