29‏/04‏/2010

الأمسية 27

الشاعر : عبد السلام الحجازي .

الأديب : د . عبد الجواد عباس .

الشاعر : أ . عبدالله علي عمران .

الكاتب : سعد موسى .

أ. عبد الباسط الجياش .

د . محمد الطيب خطاب .

د . إدريس الفضيل .

د . جعفر الطائي .

الشاعر : مفتاح ميلود .

الكاتب : أ . ناجي الحربي .

عبد الفتاح شحادة قنديل .

الباحث والشاعر : رمضان العوامي .

أثناء الاستراحة لصلاة العشاء .
في أمسية اتّسمت بالاختلاف في وجهات النظر ، وتميزت بالموضوعية في طرح هذه الاختلافات ، أقام منتدى أماسي البيضاء يوم الاثنين الماضي الموافق 26 – 4 – 2010م صالوناً أدبياً حول موضوع ماهيّة الشعر وكانت قصيدة النثر هي محور هذا الموضوع .
اعتلى الشاعر عبد السلام الحجازي منصة التقديم ، فرحب بالحضور وأكد على أن هذه الأمسية ستختلف عن سابقاتها من حيث أسلوب التقديم حيث يجوز للحضور أن يتداخلوا بالأسئلة مع كل من يتقدم لإبداء وجهة نظره حول الشعر ومفاهيمه ، الأمر الذي زاد من حرارة الندوة وثرائها . ثم بدأ الحجازي بطرح عدّة أسئلة عن ماهيّة الشعر وعن الشعر العمودي وقصيدة النثر وترك الإجابة عليها للمشاركين , وفيما يلي موجز لتلك المشاركات :

الأديب : د. عبد الجواد عباس : هذا الحوار عمره 70 عاماً – الشعر دائماً يتطور سواء في الشكل أو في الموضوع – كان الأوربيون يكتبون التفعيلة ثم بدأت عندهم كتابة النثر بعد الحرب العالمية الأولى – بدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة هم من أول من كتب قصيدة التفعيلة عند العرب – أما قصيدة النثر فقد انتشرت بفعل شعراء مجلة شعر اللبناية – صحيح أن هناك من يرفض قصيدة النثر من الشعراء والنقاد العرب – هناك أسماء بارزة في الأدب العربي لم تكن ترفض قصيدة النثر مثل عميد الأدب العربي ( طه حسين ) الذي كان يقول إن بحور الشعر لم تنزل من السماء ومن حق الشباب أن يكتبوا ما شاءوا بشرط الإجادة .

الشاعر أ . عبدالله علي عمران : لا بد من أن نفهم الفارق بين ما هو الشيء وما هي وظيفته وما هي قيمته لأن الخلط بين هذه المفاهيم يسبب إشكالية كبرى ، ويجب أن نتخلص من هذا الخلط – هناك قضية أخرى وهي قضية المُسمّى أنا لست ضدّ كتابة النثر ولكنني ضدّ المُسمّى ( قصيدة ) – أستغرب أن كُتّاب النثر يقولون أنهم غير معنيين بتسمية هذا الشكل من الأدب ولكنهم معنيون بأن يُسَمَّوا شعراء – التحرر من الوزن والقافية بحجة الحداثة هو تبرير خاطيء لأن الحداثة مفهوم هلامي دخل في عدة مناحي كالاقتصاد مثلاً – إذا رأينا أن الشعر العمودي لم يعد يلبي احتياجاتنا فعلينا ان نعمل على تطويره ولكن بشرط الحفاظ على الشكل ولكن أن نأتي بشكل جديد ونقول أنه تطوير للشعر فهذا أمر مغلوط – أنا أرفض أن تكون الحداثة نتيجة للحروب والإحباط الناتج عنها قد يكون حدث ذلك فعلا في أوربا ولكن الأمر يختلف عنه هنا في البلاد العربية ففي أوربا تمردوا أولاً على النظام الديني ( نظام الكنيسة ) ثم تمردوا على النظام السياسي وبعد ذلك تمردوا على النظام الفكري . أما هنا فقد اقتصر التمرّد على النظام الفكري بينما ظلت الأنظمة الاستبدادية قائمة – المدرسة الحديثة ابتكرت الخروج عن الوزن والقافية أي ابتكرت المفردات لكنها عجزت عن إيجاد المُسمّى – كيف يمكن أن نقول لأحدهم على سبيل المثال : أسْمِعنا بيتاً من قصيدة نثر ؟!!!! .

الكاتب : سعد موسى : أين هو النصّ الموجّه للمتلقي وما هي الأدوات التي سوف يستخدمها – المتلقي هو المعيار – لماذا لا يوجد رواة لقصيدة النثر ؟.

أ . عبد الباسط الجياش : تحدثت في السابق عن الشعر من حيث القيمة ولكنني هوجمت بسبب الفهم الخاطيء – كلامي عن القيمة لا أقصد به معنى الكلام بل ذلك الكائن الكامن في تجاويف الحروف – الأدب إما شعر أو نثر لا مُسمَّى آخر – النثر ينشد الحقيقة ولا يهتم بالإيقاع – مسألة تعريف الشعر مسألة صعبة – ليست قصيدة النثر بديلاً ولكنها وسيلة أخرى للتعبير .

د . محمد الطيب خطاب : هذه القضية قضية واسعة حار فيها الشعراء أنفسهم والعرب من حولهم – سُمِّي الشاعر شاعراً لا رتباط نتاجه بوجدان الناس وهذا ما نجده في القصيدة فعلاً – قالت العرب عن الشعر إنه السحر الحلال – أنا ضد أن يُقال شاعر قديم وشاعر حديث لأن هذا يكون رهناً بالعصر الذي يعيش فيه الشاعر – الشعر هو عملية إبداع تخضع لتميز الشاعر في صياغة قصيده – ليست خيارات الوزن والقافية هي الخيارات الوحيدة لكتابة القصيدة هناك أيضاً الخيال والصورة والحسّ والاختزال – أنا مع الابداع الشعري من دون تأطير في شكل معيّن – لا بد من الابتعاد عن الأحكام المطلقة .

د . إدريس الفضيل : لفظة ( قصيدة النثر ) فيها تناقض واضح فقد اصطلح العرب على أن القصيدة لابد أن تكون موزونة ومقفّاة – كنت أتمنى أن يثار موضوع آخر من مواضيع الساعة مثل ضعف اللغة العربية عند المتحدثين بها وخاصة ممن يتعاطون الأدب .

الشاعر : عبد السلام الحجازي : هناك عدة أسباب كانت وراء الهجمة الشرسة على قصيدة النثر من هذه الأسباب ما يلي : أ: أنها ظهرت في وقت كان الاحتدام قائماً على أشدِّه بين أنصار الشعر العمودي وبين أنصار الشعر الحر ( التفعيلة ) – الذي كان لا يزال جديداً على ساحة الأدب العربي ، وظهور قصيدة النثر في هذا التوقيت بيّنها وكأنها تعلن عن نفسها بديلاً لهذين الشكلين من الشعر مما جعل الصدمة أكبر . ب : سبب ديني يرجع إلى أن أنصار قصيدة النثر أوجدوا مقاربة بينها وبين كتاب الله مما أثار رجالات الدين الذين أعلنوا الحرب عليها فاستجاب لهم الكثيرون . ج: الاختلاف بين الايدلوجيّات،بين من يحملون أفكاراً تدعو إلى نبذ كل ما هو قديم واستبعاده من الذاكرة العربية ، وبين المتمسكين بالتراث العربي الذين يرون أنه أساس للأدب العربي . د : ذهاب البعض إلى أن قصيدة النثر ليست عربية المنشأ بل هي غربية المصدر وينبغي استئصالها من الأدب العربي لأنها تؤدي إلى نسف الذاكرة العربية .- المدافعين عن قصيدة النثر حاولوا أن يوجدوا لها جذوراً تاريخية في الأدب العربي فذكروا أن إرهاصات قصيدة النثر بدأت من فن المقامات ومن حكاية ألف ليلة وليلة وأناشيد الصوفية – ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك فذكر أن هذه الإرهاصات بدأت منذ ملحمة جلجامش والكتابات السومرية والأساطير البابلية – كل ذلك غير صحيح فقصيدة النثر بدأت سنة 1957م وأول من كتبها هم شعراء مجلة شعر اللبنانية الذين تأثروا بالأوربيين في هذا المجال ولا سيما الفرنسيين مثل محمد الماغوط وأدونيس وأنسي الحاج وغيرهم .- أتساءل: كيف نستوعب كل ما يأتي من الغرب من وسائل الاتصال والتقنية ومسرح وموسيقى وفن تشكيلي ويضيق صدرنا حرجاً عند ذكر قصيدة النثر ؟ .

د.جعفر الطائي : لماذا مايزال الشعر العمودي هو المهيمن ؟ هذا في اعتقادي سؤال مشروع – الناس قديماً كانوا يدعمون حججهم بأبيات من الشعر العمودي – حتى المناهج الدراسية الحديثة تكثر فيها الشواهد من القديم – سأقرأ عليكم هذه المداخلة بعنوان ( الشعر والإبداع ) .

الشاعر مفتاح ميلود : كثير مما ورد بخاطري ذكره الذين سبقوني ولذلك لن أكرره – قصيدة النثر حاضرة بقوة وليس كما يتخيلها البعض – أثارت قصيدة النثر الكثير من النقاد وكتبوا فيها دراسات متعمقة فيها إجابات عن كل الأسئلة المطروحة – شعراء قصيدة النثر يرون في أنفسهم امتداداً للحالة الإبداعية – شاعر النثر يحفزه القلق ويجيد طرح الأسئلة – أهم ما يرتكز عليه شاعر النثر في كتابة القصيدة هو الرؤية ( ماذا يريد أن يقول ) – كتابة قصيدة النثر ليست سهلة بسبب ملاحقة الفكرة والإيقاع عن وعي مسبق – الفارق الزمني بين العمودي والنثر كبير جداً ولذلك يجب أن تأخذ قصيدة النثر زمناً كبيراً هي الأخرى حتى تستوعب .

الكاتب أ. ناجي الحربي : كتابة النثر جميلة وفيها الكثير من الإبداع ولكن لا يُسمّى نصّ النثر قصيدة .

عبدالفتاح شحادة قنديل ( مصري ) : النثر شكل من أشكال الأدب عرفناه هكذا ، ولكن أن يتحول النثر إلى شعر فهو أمر لا أقبله .

الباحث رمضان الصالحين العوامي : هذه الندوة مهمة جداً استفدنا منها الكثير ولكن أرى أن يتواصل الحوار في ندوات أخرى حول هذا الموضوع حتى تعم الفائدة وتتقارب وجهات النظر .


بعد مداخلة العوامي ، اختتم الحجازي الندوة بالإعلان عن الأمسية القادمة يوم الاثنين الموافق 10 – 5 – 2010م والتي ستخصص للشاعر الشعبي خالد الرعيدي . كما نوّه الحجازي إلى أن مواعيد الأماسي ستتغير ابتداء من الأمسية القادمة لتكون على تمام الساعة الخامسة مساءاً .

هناك تعليقان (2):