05‏/05‏/2009

عاشِر الأماسي

الشاعر عبد الله علي عمران وإلى يساره الشاعر عبد السلام الحجازي

كانت ساحة الشعر العربي الفصيح ( العمودي ) هي المحطة العاشرة التي يتوقف عندها منتدى أماسي البيضاء ليحتفي بالشاعر عبد الله عمران يوم أمس الإثنين الموافق 4 – 5 – 2009م.انطلقت الأمسية الساعة التاسعة مساءً وكانت بإدارة الشاعر عبد السلام الحجازي. استهلها الحجازي بالترحيب بالحضور ثم عرّف بالشاعر عبد الله عمران وبعد ذلك تحول ناقل الصوت إلى الشاعر عبد الله عمران الذي أعرب عن امتنانه بالاحتفاء به,وأعلن أنها المرّة الأولى التي يتصدّى فيها لأمسية كاملة بمفرده ثم باشر إلقاء بعض من قصائده فوصل عددها إلى 9 قصائد , كانت بالعنوانين التالية ( عبير السطور – إنقلب السحر على الساحر – مع الاعتذار لأبي تمّام والمتنبّي – مَن أنت ؟ - للمرءِ قلب واحد – أمومة – بغداد – أعمى بنجمٍ يهتدي – أصيل الشروق .
وبعد أن اكتفى الشاعر بهذا الحدّ من الشعر , بدأت المداخلات حول ما سُمع الليلة فكانت مداخلة الفنان التشكيلي عبد العالي شعيب هي أبرز المداخلات وذلك لأنها كانت أشبه بمحاضرة موجزة دارت حول بنيوية اللغة,وماذا نريد من اللغة,وأنّ اللغة خامة مثل اللون عند الفنان التشكيلي,وأن القصيدة حالة حسيّة وليست مجرد سردٍ للتاريخ. وهكذا طرح عبد العالي الكثير من الأسئلة , ومن الأجوبة أيضاً .
بعد ذلك عقّب الشاعر عبد الله علي عمران على المداخلات , وأنهى كلمته بشكر الحاضرين على الحضور وحسن الاستماع . ثم اختتم الشاعر عبد السلام الحجازي الأمسية بالإعلان عن الأمسية القادمة المحددة في يوم الإثنين الموافق 18 – 5 – 2009م , والتي ستخصصّ للقصّة والرواية وسيكون الدكتور الأديب ( عبد الجواد عباس ) هو الضيف المُحتفى به في تلك الأمسية .
نبذة عن الشاعر :
· - الاسم عبد الله علي عمران .
· المؤهل العلمي : ماجستير آداب في الفلسفة .
· بدايته مع الشعر كانت منذ مرحلة التعليم الثانوي من خلال المجلات الحائطيّة .
· لم يصدر له ديوان بعد , لكنه ينشر أعماله من خلال موقع إلكتروني خاصّ به تحت مُسمَّى ( تساؤلات حسناء ) .


نماذج من قصائده :

وانقلب السحر على الساحر
قد كنتُ قـ،ديماً في لهْوي لا أؤمـن بالحُـبِّ الـطـّاهـِــر
لا توجــد في الدنيا امرأة تـمنحــني قــلباً ومـشــــاعر
فأتيتُ وفي نفـسـي عـبَثٌ لأغـازل ثـغــراً ونـــواظــــر
ولأنعَــمَ بالحُـسـنِ قـــليلاً ولأعــبـثَ حــيناً وأغـــــادر
وأجـيء إليها مـلهـــوفـاً والباطن ليس كما الظـَّـاهـر
وأردّدُ قــولاً مـعــســـولاً وفـــعـالي أفـعــــال الغــــادر
لكـنْ بالحُـبِّ غَـزَت قلبي فانتصرَت من دون مـــؤازر
فوقعــتُ أســيراً لهواها وغــدوتُ السّــــاهرَ والحائر
وعـرفتُ بأني أعشــقها لـكـــنِّــي مـــــا زلـتُ أكـابــِر
فخضعتُ إليها في لُطفٍ وانقلب السحر على السّاحر


للمرء قلب واحد
يا صاحـــــبي إنَّ الفُـــؤادَ يُعــــــاني مِن ظُلمِ مَن أهوى وصرفِ زمـان
يا صـــاحـبي ما مِـن فُـــؤادٍ نابــضٍ يخلــــــــــو مِنَ الآلامِ والأشجــانِ
إنْ كُنْتَ قدْ أخـمدتَ ناركَ في الهوى فـــأنا يــــــزيـدُ لهــيبُـها نيـــــراني
فلـــطالمــا خِـــفــــتُ الهـوى لكنْنـّي لبّيــتــُــــــهُ لمَّـــــا إليـه ِدعــــــاني
مُلئــــتْ جــوانحُـــنّا بشـــوقٍ دافـقٍ وعيـــــونُنّا نطـــقــتْ بغــيرِ لســانِ
فركِبـتُ بحرَ العشقِ في صفـــواتهِ وحســـِبتُ أنَّ المـــوجَ طـوعَ بناني
فــــــإذا بها ريـــحٌ تُفــرقُ جـــمعـنَّا ومراكــــبي تغــــــــــدّو بلا شــطآنِ
مِن بعـدها أضحى الفُـــؤادُ مُسهداً في ظُلمــــةِ الأشـــواقِ والأحـزانِ
قدْ عِشـــتُ لا ادري أقـلبي خافـقٌ أمْ أنــّــــــهُ يحــيى بلا خـــفـــــــقانِ
في القلبِ جُرحٌ ســـوفَ يبقى نزفهُ حــــــتّى يُـــــردُّ الخَلــقُ للرّحــمـنِ
لي مُقلـــةٌ عبـثاً أُكفكف دمعــــــهَا كالنهــرِ ما انفكــتْ عن الجــريانِ
إني قتــيلٌ مـاتَ يعـشــــــقُ قــاتـلاً ومُســـــهـدٌ يبكــي على وســــنانِ
يا صاحـــبي هـذا ســـبيلٌ طــــالما قـدْ قـــــــــادَ مَن سـلكــوه ُللأكفانِ
فالحُـــــبُّ نبعٌ للجنـــــونِ و للرّدى قـدْ جُــنَّ توبــةُ منــــهُ والقيـسانِ
والحُــــبُّ سِجــــنٌ شـوقنا قضبانهُ والنفسُ قد ســئمتْ مَن القضـــبانِ
أتُريدُ أنْ أضـعَ السـلاسـلَ في يدي وأســـيُر في طــــوعٍ إلى السـجانِ
والقلبُ قدْ ملَ الحـديثَ عن الهوى فحــــديثهُ ضــــربٌ مِــن الهــــذيانِ
فالقُـدسُ تغـرقُ في دماِء شــبابها وبُكــاء أطفالِ العـــراقِ شــجـاني
و الأُمـةُ الصــماءُ طــالَ سُـــباتها غفِلـــتْ عن الصهيونِ والصــُلـبانِ
عجـباً أيعشـق مَن يـــرى إخـوانهُ في القُـدسِ قـدْ أمــسـوا بلا أوطـانِ
يا صاحبي للمـــــــرءِ قلـبٌ واحـدٌ أنــَّـــى بـهِ الجُرحــــانِ يجــتمــعانِ