19‏/02‏/2009

أمّ الشهيد

الشاعر : الكواش إلى اليسار وعن يمينه الشاعر الحجازي


جاني اوليدي قبل ايعدِّي ..
فيده لعبة .. وفيده مصحف ..
ومتوشّح علم فلسطين .
قبَّل راسي .. وقبَّل يدِّي ..
وكان بربّه ودينه يحلف ..
يمِّي اليوم انردّ الدَّين .
قتْ له يمـِّي ..لا تستعجل ..
بكرة اقريّب حتم وفرض .
كيف اليوم ونفس الشهر ..
ضحَّى بوك بدمّه الطيّب ..
روّى الأرض .
قال لي يمِّي ..
كم زغرودة زغردّتيها .. لمَّا ودَّعتي الجثمان .
قت له يمِّي ..
كم زغرودة ما نحصيها .. لكن زغردت بوجدان .
تبسَّم روحي ولفّ عليّ .. وعدّى .. ودّعني بنظرات .
توارى عنِّي وبعد شوي .. بدَيت نذكَّر في اللّي فات .
يوم ودّعني بوه وبوي .. بابتسامة تزهر حُبّ .
يوم ودّعني بوه وبوي .. وخالي وعمِّي ونبض القلب .
ما اصوَّرت الدنيا فيها .. بَعده هوَّ ..
عون .. على كفّ الرَّاحة يحملني ..
ولا اصوَّرت الدنيا فيها.. بَعده قوّة ..
عن كل الماضي تشغلني .
وكان اوليدي .. كفوف الراحة اللِّي شالتني .
كان اوليدي .. الضحكة الحلوة اللِّي نسَّتني .
برغم الجوع .. ورغم الخوف ..
حَمدْت الله وربَّيت اوليدي من قِلّ .
ما علَّمته غير حروف ..
عندَك يوم السَّاع ايجيك و راك اتذَل .
كان متمرّد ع الأحزان اللِّي في عيونه .
كان متمرّد ع الأوجاع .. وكان حامل هَمَّه وجنونه ..
كان متمرّد ع الضياع .. ما يعشَق عزف الجِّيتارة ..
لا يستهويه المزمار .
كلّ ألحانه هي الحجارة .. ومواويله ع الحصار .
وهوَّ اصغيّر .. كانوا اصحابه ..
لعبتّم يبنوا في بيت .
وهو يبني .. بُرج ودبَّابة ..
ويفجّرها بديناميت ..
كان متمرّد ...... !!!
وشَبّ اوليدي .. قدام عيني ..
بحرص شديد انراقب فيه .
شَبّ اوليدي .. فرَّح عيني ..
وقرّرت بروحي انقرّيه .
ونفس الطفل اللِّي متمرّد ..
ما استهواه سبيل العلم ..
نفس الطفل اللِّي متمرّد .
بأوَّل ريشة .. وأوَّل قلم .
رَسَم طفل .. ومقلاع .. وحَجَر .
كتَب يمِّي .. وطني في خطر .
وغاب اليوم اوليدي الظهر ..
ووصَّاني برمز فلسطين .
طفل اصغيّر يحمل حجر ..
وفيده مقلاع وسكِّين .
ونفس اليوم .. ونفس الشهر .
اختار اوليدي .. ايردّ الدَّين .
يسجّل مجد .. ايسجّل فخر ..
ايدكّ حصون .. المُعتدين .
ووصَّى اوليدي كلّ اوليد ..
بألعابه .. وحفظ القرآن .
ووصّاني .. أم الشّهيد ..
بزغرودة .. اتصمّ الأذان .
***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق