الشاعر مفتاح ميلود-إلى اليسار - يقدم القاص صالح سعد يونس
القاص صالح سعد يستعرض بعضاً من قصصه
القاص صالح سعد يستعرض بعضاً من قصصه
سعد موسى . أول المعلقين .
أ.ناجي الحربي
د . عبد الجواد عباس
القاصّ : علي بوحرارة .
المخرج : فتح اللله المجدوب, والدكتور : عبدالجواد عباس
نماذج من قصصه :
القصة الأولى : موكب حضرة المسؤول
(1)بإدارة الشاعر مفتاح ميلود,بدأت الأمسية القصصيّة التي أقامها منتدى أماسي البيضاء الثقافي في السابع من شهر رمضان الموافق 27- 8-2009م . على تمام الساعة الحادية عشر مساءاً للقاصّ الليبي صالح سعد يونس .
بدأ مفتاح ميلود بالترحيب بضيفه القاصّ وبالحضور, وقبل أن يبدأ في استعراض السيرة الذاتية لضيفه ترك للقاص صالح سعد يونس فسحة من الوقت ليرحب هو أيضاً بالضيوف ويتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في تشكيل شخصيّة القاصّ لديه . وأثنى على الجهد المبذول
ثلاثتهم كانوا جالسين بالـ (مربوعة) منتظرين بشوقٍ قدوم (عبد الباري) الذى ألحق بـ ( موسى)و(محمد)ليلة البارحة ثلاث هزائم نكراء متلاحقة .
محمد .. الذي هو صاحب البيت الليلة كان الأكثر قلقاً وهو يباصر ساعته .. بينما موسى كعادته يستذكر أحداث الليلة الماضية ويقذف بها دون اكتراثٍ لما يفعله الآخران وهو يستند بمرفقه الأيمن على طرف الصالون ويتسلى فى الوقت نفسه بتنقية أسنانه بمزقةٍ من علبة التبغ .. فى حين يقلِّب (( حميد )) الورق بين يديه فى محاولةٍ لمجاراة القلق الذى استبد به إثر تأخر زميله .
قفز محمد متجهاً صوب الباب وهو يردد :
لقد حضر أخيراً .
أرهف الآخران السمع فتيقنا حين سمعا صوت سيارته وهى تلعلع وتزقزق من بعيد .
رجع محمد ومن خلفه بطل البارحة بشعره الأكرد وقميصه الذى كان ذات يومٍ أبيض .. ثم صار كتلةً من ألوانٍ ورقعٍ مختلفة .. وكالعادة كان القميص قصيراً كاشفاً جزءً من بطنه مما جعل حميد يبتسم ويكرر جملته الترحيبية المعتادة :
لك سنين ما طليت .. .. .. علينا وبطنك حاسرة .
ضحك عبد الباري وجلس قبالة حميد وهو يلقى التحية .. إستدرك :
هيا يا عرب .. خشّوا الميدان .
مد المضيف رقبته من فتحة الباب وهو يصيح لآل بيته :
شاهي يا هوووووه .
تراجع .. جلس قبالة موسى وهو يزعق متوتراً فى وجه حميد :
هيا يا سي حميد .. مَشكِي· .
(2)
لم يك عبد البارى محظوظاً الليلة فقد ألحقت به الهزائم تباعاً الأمر الذى جعله ينهض محتجاً متهماً خصميه بالغش وسرقة الأوراق .. ثم استدار خارجاً وهو يزبد فيما تطفو على شفتى محمد ابتسامةٌ خبيثةٌ كانت أكثر ما أثار أعصاب الرجل .. أدار محرك مركبته الـ(( داتسون 140 )) وانطلق عبر الشوارع لا يلوى على شىء .
كان يسكن فى أقصى طرف المدينة حيث تنهض مجموعةٌ من بيوتٍ صغيرةٍ بنيت بالحجر الأبيض وسقفت بالزنك .. لذلك فضل الخروج من زحمة المدينة وسلك الطريق الدائرى السريع .
أما العربة فلم تك صالحة للسير بالمرة .. فزجاجها الأمامي متشققٌ والخلفي مخلوعٌ تماماً .. إنارتها ضعيفةٌ بالكاد تمكنه من رؤية مقدمة السيارة .. لا مرايا جانبية ولا مقاعد سليمة .. يتعالى ضجيجها كلما ضغط على دواسة البنزين وتطلق خلفها حبلاً من دخانٍ أبيض كثيف .. فيما يتمايل هيكلها بفعل التواء أذرع الإطارات .. حتى حزام الأمان غيّر وظيفته واستخدمه لشد غطاء المحرك بطريقةٍ تدعو للدهشة .
( 3 )
فجأةً تعالى من خلفه زعيق سيارات الشرطة .. لم يك فى الوقت متسعٌ لوقف العربة إذ كانت سرعة الموكب كبيرةً
جداً .. جانبته المركبة الأولى .. حاول جاهداً السيطرة على الفرامل ولكن بلا فائدة .. كانت أضواء الفلاش تقدح بالأحمر والأزرق وصوت زعيق منبهها طغى على ضجيج الداتسون .. تكلم الشرطي عبر لاقط الصوت آمراً إياه بالتنحي لكنه لم يك بقادرٍ على التصرف بسرعة والتحكم بمقود مثل هذه المركبة أمرٌ زاده ارتباكاً .
أطلع الشرطى رأسه من النافذة وهو يشير ويعربد .. فيما عبد الباري يلتقط بأذنيه الضجيج ويلمح بطرف عينيه رأس الرجل ويديه .
فجأةً .. فرقع الإطار الأمامي الأيمن لمركبة عبد الباري .. أخذت السيارة تتمايل بعنفٍ وهو يحاول عبثاً السيطرة على المقود .. انتبه الشرطي للأمر فمال إلى أقصى الطريق وضغط على دواسة البنزين متجاوزاً إياه,مفسحاً المجال لمركبةٍ ضخمةٍ تقدمت من وسط الـ (رتل) لتتولى مهمة إزاحة عبد الباري وعربته .
تدحرجت السيارة على الخط الترابي المحاذي للطريق حتى سقطت فى خندقٍ كان قد حُفر منذ زمنٍ ثم تُرك لتتجمع به مياه الشتاء وترتاده الضفادع .
هدّأ الموكب من سرعته قليلاً .. نزل زجاج الـ (مرسيدس) السوداء التي كانت تتوسطه .. حدق الرجل فى الداتسون المنكفئة على جنبها ثم التقط جهازه المحمول ليعطى بعض الأوامر .
( 4 )
لم يتضرر عبد الباري ولم يبت بالمشفى سوى لليلةٍ واحدة .. فى الصباح .. كانت سيارة شرطةٍ تقله إلى منزله .
( 5 )
بعد يومين .. كان عبد الباري يتجول بعربته الـ (فورد) ذات اللون الأسود والزجاج الأتوماتيكى الملون والأضواء الليزرية مرتدياً بذلةً جديدةً أنيقةً ونظاراتٍ فاخرة .. بينما كان رفاق الـ(كارطة) يتجولون بعرباتهم على الطريق الدائرى منتظرين بشغفٍ وصبرٍ مرور موكب رئيسٍ أو مسؤول.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوة اللب : تلة صغيرة بالحمامة الشمالية الواقعة شمال الجبل الأخضر
(2) حقاف : جمع حقفة وهي الكهف .
(3) الصقورة : جمع صقر وهي قوقعة الحلزون.
بإدارة الشاعر مفتاح ميلود,بدأت الأمسية القصصيّة التي أقامها منتدى أماسي البيضاء الثقافي في السابع من شهر رمضان الموافق 27- 8-2009م . على تمام الساعة الحادية عشر مساءاً للقاصّ الليبي صالح سعد يونس .
بدأ مفتاح ميلود بالترحيب بضيفه القاصّ وبالحضور, وقبل أن يبدأ في استعراض السيرة الذاتية لضيفه ترك للقاص صالح سعد يونس فسحة من الوقت ليرحب هو أيضاً بالضيوف ويتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في تشكيل شخصيّة القاصّ لديه.وأثنى على الجهد المبذول في منتدى الأماسي والذي من شأنه يضمن استمرار الحراك الثقافي في مدينة البيضاء.
بعد ذلك استعرض مفتاح ميلود السيرة الذاتيّة لضيفه والتي يظهر من خلالها مدى مثابرة القاصّ صالح سعد يونس ونشاطه,هذا النشاط الذي أثنى عليه أغلب الحضور. ثم ترك مفتاح ميلود ناقل الصوت للقاص صالح سعد يونس فباشر بقراءة عدّة نماذج من قصصه القصيرة فكانت على النحو التالي : الكاتب والعجوز سدّينا – موكب حضرة المسؤول – العودة – الكنز – الرّحى – الناطور .
وبعد أن فرغ القاصّ من استعراض نماذجه القصصية بدأ الشاعر مفتاح ميلود بإتاحة الفرصة للراغبين في التعليق,فكانت التعليقات على النحو التالي :
1 – سعد موسى امهيوس : القصّة غير الشعر من حيث الإلقاء وتفاعل المتلقي .
2 – الكاتب : ناجي الحربي : القاصّ يستعمل اللهجة العاميّة بكثرة في نصوصه وفي ذلك عيب وميزة فأما العيب فيكمن في أن الإكثار من اللهجة العامية في القصة قد يقف عائقاً دون الانتشار لا سيما عند مَن لا يجيدون فهم معاني هذه اللهجة. أما الميزة فهي أن اللهجة العامية تؤكد قاموسنا الشعبي وتسوّق له. – القاص كاتب مسرحي لم يكتشف نفسه بعد .- القاصّ مثابر وله طموح مميز.
3 – الشاعر عبد الله عمران : يجب أن نحدد ما نريد من اللهجة وظيفيّاً – من المفترض أن القصة تكون موجّهه للمثقفين فما هو مبرر استخدام اللهجة ؟.
4 – د – عبدا لجواد عباس : احتفاء القاص بالبطّوم والخرّوب وبالأمطار على صفائح الزنك هو ترسيخ لبيئة الجبل الأخضر. – أعجبتني للقاصّ قصّة (الأم) التي تضمنتها مجموعته القصصية الأول(صور باهتة),فقد كانت قصة رائعة اتسمت بالواقعية واعتمد القاص فيها أسلوب الراوي العليم .
5 – القاص علي بوحرارة : كنت أعرف القاص وهو لا يزال في بدايته وكنت كثير النقاش معه حول نتاجه القصصي , والآن أستطيع أن أقول أن القاص صالح سعد يونس قرأ كثيراً واطلع كثيراً وانعكس ذلك على كتابته للقصة فشكراً له على ما سمعناه الليلة .
6 – الشاعر مفتاح ميلود : لاحظت أن اللهجة العامية التي استخدمها القاصّ كان يوظفها في السخرية فقط .
وبعد انتهاء التعليقات باشر صالح سعد يونس بالردود عليها فكان ملخص ما قاله هو : إن إلقاء القصة أجده أصعب من الشعر,وقد فكرت جاداً قبل هذه الأمسية أن أستعين بممثلين مسرحيين من أجل أداء بعض الأدوار ولكن الوقت لم يكن كافياً – الحوار بين الشخصيات المحلية يفترض أن يلقى باللهجة التي درج عليها الناس – سبق لي أن كتبت نصّاً مسرحيّاً ولكنني خفت من خوض التجربة فلم أعلن عنه. – أما عن السخرية في إثارة المواضيع فأنا لست ضدها.
بدأ مفتاح ميلود بالترحيب بضيفه القاصّ وبالحضور, وقبل أن يبدأ في استعراض السيرة الذاتية لضيفه ترك للقاص صالح سعد يونس فسحة من الوقت ليرحب هو أيضاً بالضيوف ويتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في تشكيل شخصيّة القاصّ لديه.وأثنى على الجهد المبذول في منتدى الأماسي والذي من شأنه يضمن استمرار الحراك الثقافي في مدينة البيضاء.
بعد ذلك استعرض مفتاح ميلود السيرة الذاتيّة لضيفه والتي يظهر من خلالها مدى مثابرة القاصّ صالح سعد يونس ونشاطه,هذا النشاط الذي أثنى عليه أغلب الحضور. ثم ترك مفتاح ميلود ناقل الصوت للقاص صالح سعد يونس فباشر بقراءة عدّة نماذج من قصصه القصيرة فكانت على النحو التالي : الكاتب والعجوز سدّينا – موكب حضرة المسؤول – العودة – الكنز – الرّحى – الناطور .
وبعد أن فرغ القاصّ من استعراض نماذجه القصصية بدأ الشاعر مفتاح ميلود بإتاحة الفرصة للراغبين في التعليق,فكانت التعليقات على النحو التالي :
1 – سعد موسى امهيوس : القصّة غير الشعر من حيث الإلقاء وتفاعل المتلقي .
2 – الكاتب : ناجي الحربي : القاصّ يستعمل اللهجة العاميّة بكثرة في نصوصه وفي ذلك عيب وميزة فأما العيب فيكمن في أن الإكثار من اللهجة العامية في القصة قد يقف عائقاً دون الانتشار لا سيما عند مَن لا يجيدون فهم معاني هذه اللهجة. أما الميزة فهي أن اللهجة العامية تؤكد قاموسنا الشعبي وتسوّق له. – القاص كاتب مسرحي لم يكتشف نفسه بعد .- القاصّ مثابر وله طموح مميز.
3 – الشاعر عبد الله عمران : يجب أن نحدد ما نريد من اللهجة وظيفيّاً – من المفترض أن القصة تكون موجّهه للمثقفين فما هو مبرر استخدام اللهجة ؟.
4 – د – عبدا لجواد عباس : احتفاء القاص بالبطّوم والخرّوب وبالأمطار على صفائح الزنك هو ترسيخ لبيئة الجبل الأخضر. – أعجبتني للقاصّ قصّة (الأم) التي تضمنتها مجموعته القصصية الأول(صور باهتة),فقد كانت قصة رائعة اتسمت بالواقعية واعتمد القاص فيها أسلوب الراوي العليم .
5 – القاص علي بوحرارة : كنت أعرف القاص وهو لا يزال في بدايته وكنت كثير النقاش معه حول نتاجه القصصي , والآن أستطيع أن أقول أن القاص صالح سعد يونس قرأ كثيراً واطلع كثيراً وانعكس ذلك على كتابته للقصة فشكراً له على ما سمعناه الليلة .
6 – الشاعر مفتاح ميلود : لاحظت أن اللهجة العامية التي استخدمها القاصّ كان يوظفها في السخرية فقط .
وبعد انتهاء التعليقات باشر صالح سعد يونس بالردود عليها فكان ملخص ما قاله هو : إن إلقاء القصة أجده أصعب من الشعر,وقد فكرت جاداً قبل هذه الأمسية أن أستعين بممثلين مسرحيين من أجل أداء بعض الأدوار ولكن الوقت لم يكن كافياً – الحوار بين الشخصيات المحلية يفترض أن يلقى باللهجة التي درج عليها الناس – سبق لي أن كتبت نصّاً مسرحيّاً ولكنني خفت من خوض التجربة فلم أعلن عنه. – أما عن السخرية في إثارة المواضيع فأنا لست ضدها.
السيرة الذاتية للقاصّ :
* صالح سعد يونس
* مواليد مدينة البيضاء – 1975
* حاصل على ليسانس آداب – جامعة عمر المختار – البيضاء – 1998
الكتب الصادرة :
1 – صور باهتة – قصص قصيرة – طبعة أولى – 2001
2 – الحجر الأصفر – قصص قصيرة – طبعة أولى – 2006
3 – أنثى الرحيق – قصص قصيرة - طبعة أولى - 2007
المخطوطات :
1 – امرأة خاصمها القدر – (رواية ) في انتظار الطبع .
2 – البوح بتباريح العشق والوجع –( خواطر ) في انتظار الطبع .
3 – وردة الخريف – رواية
4 – مخالب القهر والجوع والعطش – رواية
5 – طقوس الحب والحرمان – رواية
6 – قطعة حلوى – (قصص قصيرة ) في انتظار الطبع.
7 – قاموس اللهجة البرقاوية – دراسة مقارنة مع اللغة العربية الفصحى
8 – حفنة من التبر – محاولة أولى للمعرفة
9 – مختارات من أقوالهم – حكم وأمثال وروائع
10 – روائع التراث - نظرة في العادات والتقاليد والآداب والفنون والمقتنيات البرقاوية
برامج إذاعية أعدها الكاتب :
1 – برنامج آفاق ثقافية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة .
2 – برنامج محطات قصصية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة .
محطات هامة :
الفوز بدرع التميّز حول أفضل مجموعة قصصية صدرت بليبيا خلال عام 2006 وذلك عن مجموعة ( الحجر الأصفر ) في الاستفتاء الذي نظمته قناة الجماهيرية الفضائية بالتعاون مع قناة المعلومات عبر برنامج ( مع السهرانين ) خلال شهر رمضان 2006 .
المواقع :
· مدونة البوح بتباريح العشق والوجع :
www.wajaa.maktoobblog.com
* صالح سعد يونس
* مواليد مدينة البيضاء – 1975
* حاصل على ليسانس آداب – جامعة عمر المختار – البيضاء – 1998
الكتب الصادرة :
1 – صور باهتة – قصص قصيرة – طبعة أولى – 2001
2 – الحجر الأصفر – قصص قصيرة – طبعة أولى – 2006
3 – أنثى الرحيق – قصص قصيرة - طبعة أولى - 2007
المخطوطات :
1 – امرأة خاصمها القدر – (رواية ) في انتظار الطبع .
2 – البوح بتباريح العشق والوجع –( خواطر ) في انتظار الطبع .
3 – وردة الخريف – رواية
4 – مخالب القهر والجوع والعطش – رواية
5 – طقوس الحب والحرمان – رواية
6 – قطعة حلوى – (قصص قصيرة ) في انتظار الطبع.
7 – قاموس اللهجة البرقاوية – دراسة مقارنة مع اللغة العربية الفصحى
8 – حفنة من التبر – محاولة أولى للمعرفة
9 – مختارات من أقوالهم – حكم وأمثال وروائع
10 – روائع التراث - نظرة في العادات والتقاليد والآداب والفنون والمقتنيات البرقاوية
برامج إذاعية أعدها الكاتب :
1 – برنامج آفاق ثقافية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة .
2 – برنامج محطات قصصية – لإذاعة الجبل الأخضر المحلية المسموعة .
محطات هامة :
الفوز بدرع التميّز حول أفضل مجموعة قصصية صدرت بليبيا خلال عام 2006 وذلك عن مجموعة ( الحجر الأصفر ) في الاستفتاء الذي نظمته قناة الجماهيرية الفضائية بالتعاون مع قناة المعلومات عبر برنامج ( مع السهرانين ) خلال شهر رمضان 2006 .
المواقع :
· مدونة البوح بتباريح العشق والوجع :
www.wajaa.maktoobblog.com
نماذج من قصصه :
القصة الأولى : موكب حضرة المسؤول
(1)بإدارة الشاعر مفتاح ميلود,بدأت الأمسية القصصيّة التي أقامها منتدى أماسي البيضاء الثقافي في السابع من شهر رمضان الموافق 27- 8-2009م . على تمام الساعة الحادية عشر مساءاً للقاصّ الليبي صالح سعد يونس .
بدأ مفتاح ميلود بالترحيب بضيفه القاصّ وبالحضور, وقبل أن يبدأ في استعراض السيرة الذاتية لضيفه ترك للقاص صالح سعد يونس فسحة من الوقت ليرحب هو أيضاً بالضيوف ويتوجه بالشكر إلى كل من ساهم في تشكيل شخصيّة القاصّ لديه . وأثنى على الجهد المبذول
ثلاثتهم كانوا جالسين بالـ (مربوعة) منتظرين بشوقٍ قدوم (عبد الباري) الذى ألحق بـ ( موسى)و(محمد)ليلة البارحة ثلاث هزائم نكراء متلاحقة .
محمد .. الذي هو صاحب البيت الليلة كان الأكثر قلقاً وهو يباصر ساعته .. بينما موسى كعادته يستذكر أحداث الليلة الماضية ويقذف بها دون اكتراثٍ لما يفعله الآخران وهو يستند بمرفقه الأيمن على طرف الصالون ويتسلى فى الوقت نفسه بتنقية أسنانه بمزقةٍ من علبة التبغ .. فى حين يقلِّب (( حميد )) الورق بين يديه فى محاولةٍ لمجاراة القلق الذى استبد به إثر تأخر زميله .
قفز محمد متجهاً صوب الباب وهو يردد :
لقد حضر أخيراً .
أرهف الآخران السمع فتيقنا حين سمعا صوت سيارته وهى تلعلع وتزقزق من بعيد .
رجع محمد ومن خلفه بطل البارحة بشعره الأكرد وقميصه الذى كان ذات يومٍ أبيض .. ثم صار كتلةً من ألوانٍ ورقعٍ مختلفة .. وكالعادة كان القميص قصيراً كاشفاً جزءً من بطنه مما جعل حميد يبتسم ويكرر جملته الترحيبية المعتادة :
لك سنين ما طليت .. .. .. علينا وبطنك حاسرة .
ضحك عبد الباري وجلس قبالة حميد وهو يلقى التحية .. إستدرك :
هيا يا عرب .. خشّوا الميدان .
مد المضيف رقبته من فتحة الباب وهو يصيح لآل بيته :
شاهي يا هوووووه .
تراجع .. جلس قبالة موسى وهو يزعق متوتراً فى وجه حميد :
هيا يا سي حميد .. مَشكِي· .
(2)
لم يك عبد البارى محظوظاً الليلة فقد ألحقت به الهزائم تباعاً الأمر الذى جعله ينهض محتجاً متهماً خصميه بالغش وسرقة الأوراق .. ثم استدار خارجاً وهو يزبد فيما تطفو على شفتى محمد ابتسامةٌ خبيثةٌ كانت أكثر ما أثار أعصاب الرجل .. أدار محرك مركبته الـ(( داتسون 140 )) وانطلق عبر الشوارع لا يلوى على شىء .
كان يسكن فى أقصى طرف المدينة حيث تنهض مجموعةٌ من بيوتٍ صغيرةٍ بنيت بالحجر الأبيض وسقفت بالزنك .. لذلك فضل الخروج من زحمة المدينة وسلك الطريق الدائرى السريع .
أما العربة فلم تك صالحة للسير بالمرة .. فزجاجها الأمامي متشققٌ والخلفي مخلوعٌ تماماً .. إنارتها ضعيفةٌ بالكاد تمكنه من رؤية مقدمة السيارة .. لا مرايا جانبية ولا مقاعد سليمة .. يتعالى ضجيجها كلما ضغط على دواسة البنزين وتطلق خلفها حبلاً من دخانٍ أبيض كثيف .. فيما يتمايل هيكلها بفعل التواء أذرع الإطارات .. حتى حزام الأمان غيّر وظيفته واستخدمه لشد غطاء المحرك بطريقةٍ تدعو للدهشة .
( 3 )
فجأةً تعالى من خلفه زعيق سيارات الشرطة .. لم يك فى الوقت متسعٌ لوقف العربة إذ كانت سرعة الموكب كبيرةً
جداً .. جانبته المركبة الأولى .. حاول جاهداً السيطرة على الفرامل ولكن بلا فائدة .. كانت أضواء الفلاش تقدح بالأحمر والأزرق وصوت زعيق منبهها طغى على ضجيج الداتسون .. تكلم الشرطي عبر لاقط الصوت آمراً إياه بالتنحي لكنه لم يك بقادرٍ على التصرف بسرعة والتحكم بمقود مثل هذه المركبة أمرٌ زاده ارتباكاً .
أطلع الشرطى رأسه من النافذة وهو يشير ويعربد .. فيما عبد الباري يلتقط بأذنيه الضجيج ويلمح بطرف عينيه رأس الرجل ويديه .
فجأةً .. فرقع الإطار الأمامي الأيمن لمركبة عبد الباري .. أخذت السيارة تتمايل بعنفٍ وهو يحاول عبثاً السيطرة على المقود .. انتبه الشرطي للأمر فمال إلى أقصى الطريق وضغط على دواسة البنزين متجاوزاً إياه,مفسحاً المجال لمركبةٍ ضخمةٍ تقدمت من وسط الـ (رتل) لتتولى مهمة إزاحة عبد الباري وعربته .
تدحرجت السيارة على الخط الترابي المحاذي للطريق حتى سقطت فى خندقٍ كان قد حُفر منذ زمنٍ ثم تُرك لتتجمع به مياه الشتاء وترتاده الضفادع .
هدّأ الموكب من سرعته قليلاً .. نزل زجاج الـ (مرسيدس) السوداء التي كانت تتوسطه .. حدق الرجل فى الداتسون المنكفئة على جنبها ثم التقط جهازه المحمول ليعطى بعض الأوامر .
( 4 )
لم يتضرر عبد الباري ولم يبت بالمشفى سوى لليلةٍ واحدة .. فى الصباح .. كانت سيارة شرطةٍ تقله إلى منزله .
( 5 )
بعد يومين .. كان عبد الباري يتجول بعربته الـ (فورد) ذات اللون الأسود والزجاج الأتوماتيكى الملون والأضواء الليزرية مرتدياً بذلةً جديدةً أنيقةً ونظاراتٍ فاخرة .. بينما كان رفاق الـ(كارطة) يتجولون بعرباتهم على الطريق الدائرى منتظرين بشغفٍ وصبرٍ مرور موكب رئيسٍ أو مسؤول.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القصة الثانية : الكنز
(1)
كثيراً ما كنا نصعد أنا وشقيقي إلى علوة الـ "لب"(1)..نستمتع بنسمات البحر..نلعب ونلهو..وقد ينضم إلينا بعض الأصدقاء..تلفح الشمس وجوهنا..تنعشنا بين الفينة والأخرى نسمةٌ باردةٌ تنفح بعبير البحر .. وكنا نسميها"ضرطة بحر"..ثم نعود في معظم الأوقات بملابس قذرةٍ إن لم تك ممزقة..ووجوهٍ مغبرةٍ وشعورٍ شعثاء مقرفة.
وقد لا ينجو أحدنا من إصابةٍ بالغة ٍإذ نعود منحدرين بسرعة كبيرةٍ مما قد يؤدي إلى تدحرج أحدنا حتى أسفل العلوة ..لكننا لا نتوب!.
(2)
ذات أحد الأصباح الصيفية صعدنا إلى قمة العلوة بصحبة صديقنا فرج .. أمامنا كان البحر مستلقٍ في سكونٍ .. وإلى خلفنا كانت تربض الـ "شعبية " ذات المساكن المتراصفة.
كنا متلهفين يشدنا شوق طفولي عظيم لألعابنا .. فقد انقطعنا عن الصعود لأكثر من شهرٍ بسبب إصابة أخي إثر تدحرجه من قمة العلوة .
في منتصف القمة .. جهة البحر ,, كانت تختبىء عدة "حْقاف"(2) حفرت بعنايةٍ في جوف العلوة منذ زمنٍ سحيق ٍ.. وكانت إحداها مخبأ لألعابنا .
أخذنا الألعاب وعدنا إلى القمة ..طرحنا الصقورة (3) وأخذنا نتبارى ونلعب .. من أحدها كانت تنبعث رائحة كريهة.. كان ذلك حلزوناً تسلل إلى الصقر لكنه مات واستحال لونه إلى سواد .
(3)
الأستاذ الموريتاني "علي ولد محمدي " كان يصعد العلوة عائداً لتوه من الشاطىء .. وصل إلينا وهو يلهث ويجفف عرقه بكم قميصه..جلس قليلاً يتفقد ألعابنا ..ومن بينها قطعة من الزجاج اكتسبت ألواناً براقةً بفعل تعرضها لأشعة الشمس لفترة ٍ طويلةٍ.. التقط الزجاجة بإصبعين وبدأ يمعن النظر بها .. وكنت أمد يدي إليه محاولاً استردادها بهدوء .. لاحظ خوفي فارتسمت على شفتيه ابتسامة كشفت عن لثة سوداء مقرفة . . أردف :
- أين وجدت هذه الزجاجة ؟.
- خلف هذه الصخرة الكبيرة .
نظر إلى الصخرة .. إنها بقايا كهفٍ صغيرٍ تهدم .. مسح على رأسي بلطف وهو يقول :
- ربما تكون هذه علامة ًعلى وجود كنزٍ.. إبحث جيداً فقد تجد الخريطة التي تدلك عليه .
(4)
إنفلت لساني كعادته يروي تفاصيل إنجازاتنا..من جمع أكبر عددٍ من الصقورة .. ومن بكى ومن سعل وكم ضرطة ًضرط البحر..!.
شزرت إلى جدتي بنظراتها المخيفة .. أطالت النظر إلىّ فيما أنا أتحاشى النظر إلى عينيها المشتعلتين .. نادتني هامسةً.. إقتربت.. ضمتني إلى حجرها وهي تقول موشوشةً:
- أين وجدت الزجاجة؟.
- في العلوة .. قرب الكهف .
- هل بحثتما عن الكنز .
- ...........................!.
هززت كتفي نافيا ًًفقرصتني في وركي وهي تقول متجهمةً:
- وليش ما دورتوه .. ليش .. تريدوا عيت محمد يسبقونا وياخذوه يا مضاحك ؟.
إبتعدت قليلاً وقد حنقت غيظاً.. ثم أطلقت العنان لحنجرتي .. ولم أسكت حتى أعطتني قطعةً من الحلوى .
حملنا الفؤوس .. صعدنا لاهثين ننوء من ثقل الحمل ..وحفرنا الصخر بحثا ًعن كذبةٍ كبيرةٍ.
(1)
كثيراً ما كنا نصعد أنا وشقيقي إلى علوة الـ "لب"(1)..نستمتع بنسمات البحر..نلعب ونلهو..وقد ينضم إلينا بعض الأصدقاء..تلفح الشمس وجوهنا..تنعشنا بين الفينة والأخرى نسمةٌ باردةٌ تنفح بعبير البحر .. وكنا نسميها"ضرطة بحر"..ثم نعود في معظم الأوقات بملابس قذرةٍ إن لم تك ممزقة..ووجوهٍ مغبرةٍ وشعورٍ شعثاء مقرفة.
وقد لا ينجو أحدنا من إصابةٍ بالغة ٍإذ نعود منحدرين بسرعة كبيرةٍ مما قد يؤدي إلى تدحرج أحدنا حتى أسفل العلوة ..لكننا لا نتوب!.
(2)
ذات أحد الأصباح الصيفية صعدنا إلى قمة العلوة بصحبة صديقنا فرج .. أمامنا كان البحر مستلقٍ في سكونٍ .. وإلى خلفنا كانت تربض الـ "شعبية " ذات المساكن المتراصفة.
كنا متلهفين يشدنا شوق طفولي عظيم لألعابنا .. فقد انقطعنا عن الصعود لأكثر من شهرٍ بسبب إصابة أخي إثر تدحرجه من قمة العلوة .
في منتصف القمة .. جهة البحر ,, كانت تختبىء عدة "حْقاف"(2) حفرت بعنايةٍ في جوف العلوة منذ زمنٍ سحيق ٍ.. وكانت إحداها مخبأ لألعابنا .
أخذنا الألعاب وعدنا إلى القمة ..طرحنا الصقورة (3) وأخذنا نتبارى ونلعب .. من أحدها كانت تنبعث رائحة كريهة.. كان ذلك حلزوناً تسلل إلى الصقر لكنه مات واستحال لونه إلى سواد .
(3)
الأستاذ الموريتاني "علي ولد محمدي " كان يصعد العلوة عائداً لتوه من الشاطىء .. وصل إلينا وهو يلهث ويجفف عرقه بكم قميصه..جلس قليلاً يتفقد ألعابنا ..ومن بينها قطعة من الزجاج اكتسبت ألواناً براقةً بفعل تعرضها لأشعة الشمس لفترة ٍ طويلةٍ.. التقط الزجاجة بإصبعين وبدأ يمعن النظر بها .. وكنت أمد يدي إليه محاولاً استردادها بهدوء .. لاحظ خوفي فارتسمت على شفتيه ابتسامة كشفت عن لثة سوداء مقرفة . . أردف :
- أين وجدت هذه الزجاجة ؟.
- خلف هذه الصخرة الكبيرة .
نظر إلى الصخرة .. إنها بقايا كهفٍ صغيرٍ تهدم .. مسح على رأسي بلطف وهو يقول :
- ربما تكون هذه علامة ًعلى وجود كنزٍ.. إبحث جيداً فقد تجد الخريطة التي تدلك عليه .
(4)
إنفلت لساني كعادته يروي تفاصيل إنجازاتنا..من جمع أكبر عددٍ من الصقورة .. ومن بكى ومن سعل وكم ضرطة ًضرط البحر..!.
شزرت إلى جدتي بنظراتها المخيفة .. أطالت النظر إلىّ فيما أنا أتحاشى النظر إلى عينيها المشتعلتين .. نادتني هامسةً.. إقتربت.. ضمتني إلى حجرها وهي تقول موشوشةً:
- أين وجدت الزجاجة؟.
- في العلوة .. قرب الكهف .
- هل بحثتما عن الكنز .
- ...........................!.
هززت كتفي نافيا ًًفقرصتني في وركي وهي تقول متجهمةً:
- وليش ما دورتوه .. ليش .. تريدوا عيت محمد يسبقونا وياخذوه يا مضاحك ؟.
إبتعدت قليلاً وقد حنقت غيظاً.. ثم أطلقت العنان لحنجرتي .. ولم أسكت حتى أعطتني قطعةً من الحلوى .
حملنا الفؤوس .. صعدنا لاهثين ننوء من ثقل الحمل ..وحفرنا الصخر بحثا ًعن كذبةٍ كبيرةٍ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) علوة اللب : تلة صغيرة بالحمامة الشمالية الواقعة شمال الجبل الأخضر
(2) حقاف : جمع حقفة وهي الكهف .
(3) الصقورة : جمع صقر وهي قوقعة الحلزون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق