القاص أحمد يوسف عقيلة والكاتب الناجي الحربي .
الناجي الحربي .
الصحفي : محمد أبوسويق .
الروائي : د . عبدالجواد عباس .
الشيخ : أ . صلاح سالم .
الأديب : سالم الهنداوي .
الكاتب : عبدالمولى الكاسح .
الشاعر : مفتاح ميلود .
الكاتب : سعد موسى .
الشاعر : أ . عبدالله علي عمران .
هباء منثور
· - في العالم الآخر الذي لسنا منه .. لكل فرد شريحة لحم واحدة لا يتعدّى وزنها المائة جرام يتناولها على مدار الأسبوع .. ولكن أن يكون نصف كيلو ومن لحم الضأن المتواري في الشحم نصيب ( الترّاس), في الوجبة الواحدة فذلك أمر مُهلك صحيّاً ومادّياً .. لا ولن يحدث هناك .
· في العالم الآخر الذي يقاسمنا الأكسجين .. المستهلك يضيء الكهرباء ليلاً فقط .. وفي نهاية الشهر وبمحض إرادته يدفع قسيمة الحساب وفوقها " قبلة" عن طيب خاطر .. ولكن أن نترك المصابيح تحرق الشوارع والمنازل " ليل نهار" ونضع كشافات موصلة ومتصلة بالتيار مباشرة على خلفية " رزق حكومة رايح رايح " فهذا لا يمكن أن يقبل هناك .
· في العالم الآخر الذي نتعمد الانفصال عنه وكأن لا قواسم مشتركة تربطنا به .. الفرد يستحي أن يقذف العلب الفارغة على قارعة الطريق مع العلم أن هذا السلوك تربية ذاتية لا علاقة لسطوة القانون به , ونحن هنا نرمي بكل مخلفاتنا على جانبي ووسط الأرصفة وكأن القمامة جزء من الطريق .. لا نكهة من دونها .. حتى أنها صارت بديلة " قضاء وقدراً" للحدائق والمنتزهات .
· في العالم الآخر الذي انسلخنا عنه "عنوة" الموظف تربّى على الالتزام واحترام الوقت والمحافظة على المواعيد ورغم ذلك لديه الزمن الكافي ليتمتع بهواياته , لا شيء على حساب شيء , العمل عمل والأربع وعشرون ساعة في اليوم تتسع للكثير من العمل والهوايات ومتطلبات الأسرة وحاجة النوم ورغبة القراءة والترفيه , ونحن هنا في عالمنا الخاص نعمل "بالكثير" ساعة واحدة من الساعات الثمانية المُقررة للخدمة , ونهدر الثلاث والعشرين ساعة بين ثرثرة المرابيع والتسكع في الشوارع ورصد أحوال الناس وأكل لحم البشر طازجاً وملاحقة أسرار العائلات . والحاصل ندور في دوامة تسمى السأم والملل والضجر والكلام الفارغ , ولا نعطي أي مردود إنتاجي مفيد لأولادنا ولوطننا .
· وعلى هذا فإننا نستهلك اللحوم بكثرة ونبعثر ثرواتنا بلا حساب ونتعايش بمناعة فائقة مع القمامة , ونقتل الوقت مع سبق الإصرار والترصد , ونبكي بحسرة سنوات ذهبت بلا فائدة وننسى أننا ندفع ثمناً باهظاً وغالياً من أعمارنا , إذ أن أكثر من 95% من السنوات التي يجب أن نحياها كما ينبغي تمضي هباء منثوراً.
· وعندما نعود إلى كتب التاريخ نقرأ أن العرب الأوائل سبقوا غيرهم بمئات الخطوات في احترام الوقت والمعاقبة على إضاعته , فقد مثل رجلٌ بين يدي " المنصور " – الخليفة العباسي الثاني – ورمى بإبرة فغرزت في الحائط , ثم أخذ يرمي واحدة بعد الأخرى فكانت كل إبرة تدخل في ثقب سواها حتى بلغ عدد الإبر خمسين , فأعجب المنصور به وأمر له بمائة دينار وحكم عليه بمائة جلدة , فارتاع الرجل وسأل عن السبب , فقال المنصور : أما الدنانير فلبراعتك , وأما الجلدات فلإضاعتك الوقت فيما لا ينفع .
الأمسية :
كان منتدى أماسي البيضاء الثقافي على موعد يوم الاثنين الماضي الموافق 15/2/2010 م مع أمسية في القصة والمقالة للكاتب : أ . الناجي الحربي . وكانت هذه الأمسية بإدارة القاص الأديب : أحمد يوسف عقيلة . بدأ أحمد يوسف أولاً بسرد السيرة الذاتية للناجي الحربي , ثم دعا الناجي الحربي للحديث عن تجربته مع الكتابة . وكما هو معروف عن الناجي الحربي فقد بدأ بقفشاته االمعتادة الحديثَ عن بداياته ثم بالمراحل التي مر بها في حياته العلمية والثقافية , وختم حديثه بقراءة نماذجاً من كتاباته .
بعد ذلك بدأ أحمد يوسف مداخلات الحضور , فكانت كما يلي :
الصحفي محمد أبوسويق : من عادة أي كاتب أنه لا يرضى عن عمله فهو دائماً يمثل النقد الذاتي لأعماله – أثني على مجموعة ( رائحة الجوع ) للحربي لأنها تمثل اسقاطات واقعية ولا تعتمد على الإسهاب في الخيال .
الأديب والروائي : د. عبدالجواد عباس : تربطني بالحربي علاقة وثيقة وذكريات مشتركة – الحربي وطني من الدرجة الأولى وهو يحب وطنه ليبيا كثيراً – هو صاحب سخرية غير مؤذية- يخرج الذين من طبعهم السكوت عن سكوتهم بتعليقاته – أجد مقالات الحربي ممزوجة بالنكهة الأدبية رغم سخريتها .
الشيخ : أ . صلاح سالم : أنا مسرور لأنني بين رموز الكلمة والإبداع – بعد فضل الله –عز وجل- يعود الفضل للحربي في تميز موقع السلفيوم بصفته مديراً له , فقد نجح في تقديم إبداعات الكتاب على اختلاف مواضيعهم وقدراتهم فأثرى بذلك الحركة الثقافية في هذه المنطقة – الكلمة لا بد أن تنبع من ماء القلب , الكلمة رسالة مهمة وخطيرة , ولتعزيز أهميتها فإن أول ما نزل من القرآن كلمة ( اقرأ) وفي ذلك استدلال على أن الله تعالى أمر عباده بالقراءة لأهميتها في جميع نواحي حياة الإنسان .
الأديب : سالم الهنداوي : تحربة الناجي الحربي تزيد خمسة عشر عاماً , وهذه التجربة صنعتها عصامية الحربي في نشأته وتربيته وعلاقته بمجتمعه – قلم الحربي ملتزم صادق وهذه الخصوصية قلّما توفرت في في العديد من الكتاب – المشاكسة عند الحربي من الصعب التخلص منها لأنها التبست بشخصيته – الحربي يبحث عن نصٍّ آخر لم يكتبه بعد , وهذا النص ( الأدب الساخر ) تميز في كتابته على الساحة العربية كلٌّ من محمد الماغوط وزكريا تامر – نحن فعلاً نحتاج إلى الأدب الساخر – عناصر الكتابة الساخرة تتوفر في الناجي الحربي أتمنى أن يركز عليها أكثر .
الشاعر : أ . عبدالله علي عمران : أنا أؤيد أن أن تكون كتابة النص إما بالفصحى أو بالهجة العاميّة , ولا أرى أن المزج بينهما إيجابيّاً .
الكاتب : عبدالمولى الكاسح : بساطة الحربي كشخص تظهر بوضوح ي كتاباته – أتساءل لماذا اختار الحربي عنوان رائحة الجوع لمجموعته القصصية ؟.
الشاعر : مفتاح ميلود : هذه أول أمسية تقوم في إطار تجربة مبدع – جميل أن تُقدّم شهادات في تجربة مبدع – الغالبية تحدثوا عن شخصية الحربي أكثر من إبداعه ولا فرق في اعتقادي بين شخصيته وإبداعه – تكاد تشم من أحداث وشخوص قصص الناجي الحربي تراب الجبل الأخضر – أبطال الحربي غالباً مايُصابون بالخيبة – حتى في كتاباته الصحفية نجد نفس الروح ( القلم الساخر ونفحة الخيبة ) – كثير من القراء يحرصون على قراءة زاوية الناجي الحربي – كتاب ( حبل الغسيل ) فيه بالإضافة للإبداع توثيق لمرحلة مرّت بها حركة المجتمع في مدينة البيضاء – الحربي تبنّى في موقع السلفيوم الكثير من الأقلام التي بدأت مرتبكة ثم بدا عليها النضوج بشكل واضح .
الكاتب : سعد موسى : لماذا هاجس الموت موجود بكثافة في كتابات الحربي ؟ .
أ . باسط الجياش : استوقفني مقال ( سلطان الشعر ) في كتاب حبل الغسيل , فيه موقف من الشعر الحديث. هذا المقال كتب في سنة 2001م , وسؤالي هو: هل مازال للناجي الحربي الموقف نفسه ؟.
بعد انتهاء مداخلات الحضور , نقل الأديب أحمد يوسف ناقل الصوت للناجي الحربي للرد على تلك المداخلات فكانت ردود الحربي قصيرة جداً تلخصت في مايلي :
في العموم ليست هناك ملاحظات سلبية - أغلب قصصي مستوحاة من أحداث واقعية حدثت في قرية مسّه حيث كنت أعيش – من منّا لم يفجعه الموت في عزيز عليه , أنا أخشى الموت ولا أخاف كبر السنّ – مقال سلطان الشعر أعتز به كثيراً لأنه طرح قضية تداولها أنصار الشِّعرَيْن القديم والحديث لمدة عام كامل – في الختام أشكركم وبارك الله فيكم على حضوركم ومداخلاتكم المميزة .
السيرة ذاتية:
ـ الناجي منصور محمد عمر الحربي.
ـ الميلاد 1956 بأم الدالية مسّة.
ـ ماجستير في التاريخ.
ـ قاص.. كاتب مقالة .. صحفي.. رئيس تحرير موقع السلفيوم.
ـ كتب أول مقالة في صحيفة الحقيقة سنة 1973.
ـ صدر له:
ـ رائحة الجوع ـ قصص قصيرة.
ـ حبل الغسيل ـ مقالات.
له تحت الطبع:
ـ رؤياي.
ـ قراءاتي.
ـ الجنود الليبيون في جيش قرطاجة.. (وهي أطروحته في رسالة الماجستير).
أنموذج من مقالات الناجي الحربي :
بعد ذلك بدأ أحمد يوسف مداخلات الحضور , فكانت كما يلي :
الصحفي محمد أبوسويق : من عادة أي كاتب أنه لا يرضى عن عمله فهو دائماً يمثل النقد الذاتي لأعماله – أثني على مجموعة ( رائحة الجوع ) للحربي لأنها تمثل اسقاطات واقعية ولا تعتمد على الإسهاب في الخيال .
الأديب والروائي : د. عبدالجواد عباس : تربطني بالحربي علاقة وثيقة وذكريات مشتركة – الحربي وطني من الدرجة الأولى وهو يحب وطنه ليبيا كثيراً – هو صاحب سخرية غير مؤذية- يخرج الذين من طبعهم السكوت عن سكوتهم بتعليقاته – أجد مقالات الحربي ممزوجة بالنكهة الأدبية رغم سخريتها .
الشيخ : أ . صلاح سالم : أنا مسرور لأنني بين رموز الكلمة والإبداع – بعد فضل الله –عز وجل- يعود الفضل للحربي في تميز موقع السلفيوم بصفته مديراً له , فقد نجح في تقديم إبداعات الكتاب على اختلاف مواضيعهم وقدراتهم فأثرى بذلك الحركة الثقافية في هذه المنطقة – الكلمة لا بد أن تنبع من ماء القلب , الكلمة رسالة مهمة وخطيرة , ولتعزيز أهميتها فإن أول ما نزل من القرآن كلمة ( اقرأ) وفي ذلك استدلال على أن الله تعالى أمر عباده بالقراءة لأهميتها في جميع نواحي حياة الإنسان .
الأديب : سالم الهنداوي : تحربة الناجي الحربي تزيد خمسة عشر عاماً , وهذه التجربة صنعتها عصامية الحربي في نشأته وتربيته وعلاقته بمجتمعه – قلم الحربي ملتزم صادق وهذه الخصوصية قلّما توفرت في في العديد من الكتاب – المشاكسة عند الحربي من الصعب التخلص منها لأنها التبست بشخصيته – الحربي يبحث عن نصٍّ آخر لم يكتبه بعد , وهذا النص ( الأدب الساخر ) تميز في كتابته على الساحة العربية كلٌّ من محمد الماغوط وزكريا تامر – نحن فعلاً نحتاج إلى الأدب الساخر – عناصر الكتابة الساخرة تتوفر في الناجي الحربي أتمنى أن يركز عليها أكثر .
الشاعر : أ . عبدالله علي عمران : أنا أؤيد أن أن تكون كتابة النص إما بالفصحى أو بالهجة العاميّة , ولا أرى أن المزج بينهما إيجابيّاً .
الكاتب : عبدالمولى الكاسح : بساطة الحربي كشخص تظهر بوضوح ي كتاباته – أتساءل لماذا اختار الحربي عنوان رائحة الجوع لمجموعته القصصية ؟.
الشاعر : مفتاح ميلود : هذه أول أمسية تقوم في إطار تجربة مبدع – جميل أن تُقدّم شهادات في تجربة مبدع – الغالبية تحدثوا عن شخصية الحربي أكثر من إبداعه ولا فرق في اعتقادي بين شخصيته وإبداعه – تكاد تشم من أحداث وشخوص قصص الناجي الحربي تراب الجبل الأخضر – أبطال الحربي غالباً مايُصابون بالخيبة – حتى في كتاباته الصحفية نجد نفس الروح ( القلم الساخر ونفحة الخيبة ) – كثير من القراء يحرصون على قراءة زاوية الناجي الحربي – كتاب ( حبل الغسيل ) فيه بالإضافة للإبداع توثيق لمرحلة مرّت بها حركة المجتمع في مدينة البيضاء – الحربي تبنّى في موقع السلفيوم الكثير من الأقلام التي بدأت مرتبكة ثم بدا عليها النضوج بشكل واضح .
الكاتب : سعد موسى : لماذا هاجس الموت موجود بكثافة في كتابات الحربي ؟ .
أ . باسط الجياش : استوقفني مقال ( سلطان الشعر ) في كتاب حبل الغسيل , فيه موقف من الشعر الحديث. هذا المقال كتب في سنة 2001م , وسؤالي هو: هل مازال للناجي الحربي الموقف نفسه ؟.
بعد انتهاء مداخلات الحضور , نقل الأديب أحمد يوسف ناقل الصوت للناجي الحربي للرد على تلك المداخلات فكانت ردود الحربي قصيرة جداً تلخصت في مايلي :
في العموم ليست هناك ملاحظات سلبية - أغلب قصصي مستوحاة من أحداث واقعية حدثت في قرية مسّه حيث كنت أعيش – من منّا لم يفجعه الموت في عزيز عليه , أنا أخشى الموت ولا أخاف كبر السنّ – مقال سلطان الشعر أعتز به كثيراً لأنه طرح قضية تداولها أنصار الشِّعرَيْن القديم والحديث لمدة عام كامل – في الختام أشكركم وبارك الله فيكم على حضوركم ومداخلاتكم المميزة .
السيرة ذاتية:
ـ الناجي منصور محمد عمر الحربي.
ـ الميلاد 1956 بأم الدالية مسّة.
ـ ماجستير في التاريخ.
ـ قاص.. كاتب مقالة .. صحفي.. رئيس تحرير موقع السلفيوم.
ـ كتب أول مقالة في صحيفة الحقيقة سنة 1973.
ـ صدر له:
ـ رائحة الجوع ـ قصص قصيرة.
ـ حبل الغسيل ـ مقالات.
له تحت الطبع:
ـ رؤياي.
ـ قراءاتي.
ـ الجنود الليبيون في جيش قرطاجة.. (وهي أطروحته في رسالة الماجستير).
أنموذج من مقالات الناجي الحربي :
هباء منثور
· - في العالم الآخر الذي لسنا منه .. لكل فرد شريحة لحم واحدة لا يتعدّى وزنها المائة جرام يتناولها على مدار الأسبوع .. ولكن أن يكون نصف كيلو ومن لحم الضأن المتواري في الشحم نصيب ( الترّاس), في الوجبة الواحدة فذلك أمر مُهلك صحيّاً ومادّياً .. لا ولن يحدث هناك .
· في العالم الآخر الذي يقاسمنا الأكسجين .. المستهلك يضيء الكهرباء ليلاً فقط .. وفي نهاية الشهر وبمحض إرادته يدفع قسيمة الحساب وفوقها " قبلة" عن طيب خاطر .. ولكن أن نترك المصابيح تحرق الشوارع والمنازل " ليل نهار" ونضع كشافات موصلة ومتصلة بالتيار مباشرة على خلفية " رزق حكومة رايح رايح " فهذا لا يمكن أن يقبل هناك .
· في العالم الآخر الذي نتعمد الانفصال عنه وكأن لا قواسم مشتركة تربطنا به .. الفرد يستحي أن يقذف العلب الفارغة على قارعة الطريق مع العلم أن هذا السلوك تربية ذاتية لا علاقة لسطوة القانون به , ونحن هنا نرمي بكل مخلفاتنا على جانبي ووسط الأرصفة وكأن القمامة جزء من الطريق .. لا نكهة من دونها .. حتى أنها صارت بديلة " قضاء وقدراً" للحدائق والمنتزهات .
· في العالم الآخر الذي انسلخنا عنه "عنوة" الموظف تربّى على الالتزام واحترام الوقت والمحافظة على المواعيد ورغم ذلك لديه الزمن الكافي ليتمتع بهواياته , لا شيء على حساب شيء , العمل عمل والأربع وعشرون ساعة في اليوم تتسع للكثير من العمل والهوايات ومتطلبات الأسرة وحاجة النوم ورغبة القراءة والترفيه , ونحن هنا في عالمنا الخاص نعمل "بالكثير" ساعة واحدة من الساعات الثمانية المُقررة للخدمة , ونهدر الثلاث والعشرين ساعة بين ثرثرة المرابيع والتسكع في الشوارع ورصد أحوال الناس وأكل لحم البشر طازجاً وملاحقة أسرار العائلات . والحاصل ندور في دوامة تسمى السأم والملل والضجر والكلام الفارغ , ولا نعطي أي مردود إنتاجي مفيد لأولادنا ولوطننا .
· وعلى هذا فإننا نستهلك اللحوم بكثرة ونبعثر ثرواتنا بلا حساب ونتعايش بمناعة فائقة مع القمامة , ونقتل الوقت مع سبق الإصرار والترصد , ونبكي بحسرة سنوات ذهبت بلا فائدة وننسى أننا ندفع ثمناً باهظاً وغالياً من أعمارنا , إذ أن أكثر من 95% من السنوات التي يجب أن نحياها كما ينبغي تمضي هباء منثوراً.
· وعندما نعود إلى كتب التاريخ نقرأ أن العرب الأوائل سبقوا غيرهم بمئات الخطوات في احترام الوقت والمعاقبة على إضاعته , فقد مثل رجلٌ بين يدي " المنصور " – الخليفة العباسي الثاني – ورمى بإبرة فغرزت في الحائط , ثم أخذ يرمي واحدة بعد الأخرى فكانت كل إبرة تدخل في ثقب سواها حتى بلغ عدد الإبر خمسين , فأعجب المنصور به وأمر له بمائة دينار وحكم عليه بمائة جلدة , فارتاع الرجل وسأل عن السبب , فقال المنصور : أما الدنانير فلبراعتك , وأما الجلدات فلإضاعتك الوقت فيما لا ينفع .
نشر في صحيفة الشلال , العدد : 483, 19 /5/1429و. ر .
كيف كتب اول مقال فى صحيفة الحقيقة عام 1973وهى اغلقت فى عام 1972
ردحذفأزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
ردحذف