د. فتح الله خليفة , وإلى يساره الشاعر مفتاح ميلود
احتفى منتدى أماسي البيضاء يوم أمس الاثنين الموافق 20– 4 – 2009 م بالدكتور فتح الله خليفة في أمسية ثقافية أدارها الشاعر مفتاح ميلود فبدأها بسرد السيرة الذاتية للضيف ثم سلم ناصية الحديث للدكتور فتح الله خليفة فألقى محاضرة قيمة جداً عن ( سيكولوجية الضحك ) . وبعد أن انتهى من محاضرته استمع لمداخلات الحضور وأسئلتهم فكانت المشاركات على النحو التالي : الفنان التشكيلي عبدالعالي شعيب – الصحفي محمد بو سويق – الدكتور الأديب عبد الجواد عباس – الشاعر عبد الله علي عمران – الاستاذ الكاتب الناجي الحربي - القاص محمد الصادق .
وبعد أن أنهى الدكتور فتح الله خليفة ردوده على كافة المداخلات , اختتم الشاعر مفتاح ميلود الأمسية بالإعلان عن الأمسية القادمة التي حدد موعدها بيوم الاثنين الموافق 4 – 5 – 2009 م للشاعر عبد الله علي عمران .
السيرة الذاتية :
· الاسم : فتح الله خليفة جبريل امشاقن .
· تاريخ ومكان الميلاد : 1948م / البيضاء .
· الحالة الاجتماعية : متزوج .
· عدد الأبناء : خمسة أبناء .
· المؤهلات العلمية :
- الابتدائية - الإعدادية – الثانوية من مدينة البيضاء ( 1955 – 1967م ) .
- ليسانس آداب لغة انجليزية من الجامعة الليبية , بنغازي ( 1972م ) .
- ماجستير في تقنية المعلومات " INFORMATION TECHNOLOGY " من جامعة " GOLDEN STATE " ( 2006 م ).
- دكتوراه في تقنية المعلومات " INFORMATION TECHNOLOGY " من جامعة " GOLDEN STATE " ( 2006 م ) .
· الوظائف التي تقلدها :
- مترجما بإذاعة الجماهيرية العظمى بدائرة الأخبار السياسية (1972م).
- مدير الإعلام والثقافة بمحافظة الجبل الأخضر (1973–1984م).
- مستشار الشؤون الإعلامية بالمكتب الشعبي بالبرازيل(1984–1987م).
- أمين الإعلام والثقافة بفرع البيضاء(1987-1989م).
- أمين الشباب والرياضة بشعبية الجبل الأخضر(1989–1992م).
- أمين مكتب الشؤون الثقافية بشعبية الجبل الأخضر(1992–1994م) .
- أمين إدارة الإعلام والثقافة بشعبية الجبل الأخضر(1994–2001م) .
- مؤسس ومدير إذاعة الجبل الأخضر المحلية(1996م).
- أمين مساعد للإعلام والثقافة بالمكتب الشعبي ماليزيا (2002–2007م).
· الدورات والمهمات :
· حضر وشارك بأعمال المؤتمر الدولي عن الازدواج الضريبي على حقوق المؤلف تحت رعاية منظمة اليونسكو في كل من باريس ومدريد خلال السنوات ( 1978 – 1979 – 1980 م ).
· حصل على دوره تدريبية في مجال حقوق المؤلف (1981 م ) على نفقة اليونسكو في كل من ( الجزائر - تونس – باريس)
· شارك في عدد من المؤتمرات الدولية أثناء تواجده بماليزيا منها.
* اجتماعات وزراء إعلام دول عدم الانحياز كوالمبور (2003م )
* المؤتمر الدولي لوسائل الإعلام الآسيوي كوالمبور(2004 م )
* المؤتمر الدولي للرعاية الاجتماعية كوالمبور(2004 م )
له العديد من المقالات الساخرة في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية مثل الحمار – السلحفاة- القمل والذباب يموتان فى النظافة – وغيرها .
المحاضرة :
سيكولوجية الضحك
كثيرة هي الأشياء التي تولد معنا ونمارسها ونتفاعل معها بشكل يومي ولكننا لا نعرف كنهها ولا ماهيتها ولا نعرف لماذا تحدث ؟ أو كيف تحدث ؟ وأين,ومتى تحدث ؟ مثل النوم,والضحك والبكاء والجنس والموسيقى وأشياء أخرى .
لذا اخترت أن تكون هذه المحاضرة عن سيكولوجية الضحك,وتزاحمت أمامي مجموعة تساؤلات واستفهامات. ما هو الضحك ؟ ولماذا نضحك ؟ ومتى نضحك ؟ وكيف نضحك ؟ وأين تقع الخلايا المسئولة عن الضحك في مخ الإنسان ؟ .
وسأحاول في هذه المحاضرة الإجابة على كافة هذه التساؤلات والاستفهامات, ورغم أن البحوث والدراسات في هذا المجال- مجال الضحك - قليلة وغير وافية,إلا أنني حاولت تجميع الآراء وتفسيرات الفلاسفة والباحثين المتخصصين في مجال التحليل الفسيولوجي والسيكولوجي للضحك,وحاولت تحليلها والوصول إلى نتائج أساسية في سيكولوجية الضحك والياته في محاولة للتعرف على كل ما يتعلق بظاهرة الضحك .
أولاً : يجب أن نتفق من البداية بأن ظاهرة الضحك هي آية من آيات الله في خلق الإنسان. ففي سورة النجم-الآية(43)- قال تبارك وتعالى: ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) أي أن الضحك والبكاء من الله سبحانه وتعالى,وكونه من الله سبحانه وتعالى فهو لجميع خلقه فإذا نظرنا إلى الدنيا كلها نجد أن الضحك والبكاء موجودان بين البشر جميعاً على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم,فلا توجد ضحكة إنجليزية وضحكة أمريكية وضحكة إفريقية أو ضحكة آسيوية , بل هو فعل واحد لدى جميع البشر."ضحك في حالة السرور والبهجة وبكاء في حالة الحزن" .
إلا أن هناك قوانين تحكم فعل الضحك وفعل البكاء فالتغيرات الفسيولوجية في كلتا الحالتين واحد في ملامح الوجه وما يحدث له من تغير وكذلك عملية الشهيق والزفير المصاحبة لفعل الضحك أو البكاء وكذلك انهمار الدموع.
ويعتبر كل من الضحك والبكاء من الانفعالات الفطرية النفسية الداخلية وبالرغم من اختلاف الحالتين فإن الشيء المشترك بينهما هو أن آلية حدوثهما الداخلية واحدة وما ينجم عنهما من فوائد فيزيولوجية ونفسية للإنسان واحدة أيضاًَ.
إن الآية الكريمة : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) ليس معناه بالضرورة أن الناس تضحك معاً أو تبكي معاً , ولكن المعنى العميق للآية هو أن الإنسان لا يستطيع إضحاك نفسه ولا أن يبكي نفسه عن شعور صادق بلا اصطناع , لذلك فعل الضحك والبكاء انعدمت فيه الإرادة البشرية . فهو آية من آيات الله سبحانه في خلق البشر, فلا يستطيع أحد منا أن يقول أنني سأضحك الآن فيضحك ولا يستطيع الإنسان أن يبكي بكاءً طبيعياً كأن يقول أنا سأبكي الآن فيبكي , إنه فقط يستطيع أن يصطنع الضحك أو البكاء بشكل غير طبيعي , ولكن الضحك والبكاء يأتي من الله حين يكون طبيعياً .
ولأن الضحك آية من آيات الله في خلقه, كان الإلمام بهذه الظاهرة من جميع أطرافها مستحيلاً, ومعرفة جميع ما يتعلق بهذه الظاهرة أمر صعب وقد أتضح حالياً أن الدراسات والبحوث في دراسة هذه الظاهرة لازالت قاصرة, فمثلاً لا يعرف إلى الآن ما هي المراكز الحسية المسئولة عن ظاهرة الضحك في الدماغ, وكل ما هو معروف علمياً الآن هو أن فسيولوجيا الأعصاب الحديثة تربط الضحك بتنشيط القشرة الأمامية الوسطى للدماغ والتي تفرز مادة الأندروفين .
ففعل الضحك يمتلكه كل واحد منا فهو جزء من مجموع اللغات البشرية على مستوى العالم فتوجد الآلاف من اللغات ومئات الآلاف من اللهجات البشرية ولكن الكل يضحك بطريقة واحدة وبآلية واحدة , وقانون الضحك إذا صح هذا التعبير, يرتكز على أركان ثلاث :
1- مؤثر أو باعث يستثيره .
2- حالة انفعالية فسيولوجية مصاحبة .
3- وظيفة أو غاية تسعى إلى تحقيقها .
غير أن الطفل الرضيع لديه قدرة على الضحك قبل أن يبدأ في تعلم الكلام , وحتى الطفل الأصم أو الأعمى يحتفظ بقدرته على الضحك .
تعريف الضحك :
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح . وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى .
الضحك والمخ :
فسيولوجيا الأعصاب الحديثة تربط الضحك بتنشيط القشرة الأمامية الوسطى للدماغ , التي تفرز مادة " الأندروفين" بعد نشاط يشعر فيه الإنسان بالمكافأة بعد تناول وجبة لذيذة أو بعد فهم نكتة ...
وقد أظهر بحثاً من البحوث أن أجزاءً في المخ لها دور كبير في عملية الضحك,وهم Amygadala & Hippocapus
وفي مقالة لجريدة المؤسسة الطبية الأمريكية,نشرت في 1984.9.7 والتي تصف الأسباب المؤدية للضحك التي مصدرها الجهاز العصبي بالدماغ المتوسط والخلفي والتي تتواجد بالقرب من مراكز التنفس .
الضحك إذاً هو لغز إدراكي يسعى الإنسان لحله , فالنكتة تخلق جواً من عدم الموائمة والجمل فيها تظهر وكأنها غير متصلة بالموضوع ... وحينها يحاول الإنسان بشكل تلقائي أن يحلها للعثور على ما تخفيه هذه الجملة.ولكن إذ خفق في التوصل إلى الحل وإلى الفكرة المنطوية عليها فلن يأتي الضحك (لن يضحك الإنسان) .
آلية الضحك
الآلية هي أفيونات المخ التي يفرزها في هذه الحالات وتدعى الأندروفينات والتي تعاكس في تأثيرها على الجسم الهرمونات التي يفرزها في حالات الشدة وهي الكاتيكول أمينات "الأدرينالين" مما يؤدي إلى انتظام عمل القلب والضغط الشرياني واسترخاء العضلات ونقص إفراز الأحماض في المعدة , والأهم من هذا كله هو تأثيرها على عمل الدماغ نفسه وموجاته والذي يؤدي بدوره إلى تغير شعور المرء من الحزن والغضب إلى السعادة .
كما أن الضحك رياضة تدخل الهواء النقي إلى الرئتين وتدرب عضلات الصدر والجسم ككل معاً فتترك الجسم في حالة استرخاء جميلة .
ولا ننسى الأثر المسكن للألم للأندروفين الذي يعمل كمورفين طبيعي فقد استطاع مريض بداء عضال مؤلم (عن طريق إضحاك نفسه ضحكاً عميقاً حتى تهتز بطنه بشدة لمدة عشر دقائق كل ليلة) أن يحصل على نوم مريح دون معاناة لمدة ساعتين .
وأيضاً نذكر للأهمية طريقة في التنفس تدعى التنفس التحولي وهي تعتمد على جعل الإنسان يتنفس تنفساً بطئياً متلاحقاً وبشكل سريع كي يزيد معدل الأكسجين الداخل إلى الجسم , فينفعل الإنسان بالصور التي يراها من ذاكرته فيبكي بشكل قوي, فتتحرر عنده تحجرات الطاقة السلبية المخزنة في أعماقه فيتحرر سريان الطاقة بشكل طبيعي فيشعر بعده الإنسان بانتعاش وشعور خفي بالسعادة والفرح
وقد بينت الأبحاث أيضاً إن معدل فهم الإنسان للمعلومات وتذكرها يزداد إذا ارتبط بالمتعة والضحك .
وقد يحفز استنشاق الإنسان لبعض المواد الكيميائية مثل الأكسيد النتريNitrous Oxide ويطلق عليه أيضاً " الغاز المضحك" على إطلاق نوبات من الضحك الهستيري , أو للاعتماد على بعض العقاقير مثل الحشيش . وقد تتسبب نوبات الضحك القوية في إفراز العين للدموع وبعض الآلام البسيطة في العضلات كاستجابة لهذه الحالة الشعورية القوية .
* الضحك يعتبر لغة إنسانية نولد بها , فنحن نتعلم كيف نتكلم ولكننا لا نتعلم كيف نضحك .
* يحدث فعل الضحك بدون وعي أي أن الضحك ينطلق طبيعياً نتيجة مسبب للضحك أي أن الإنسان لا يضحك نتيجة أمر وجه إليه ولذا سيكون الضحك في هذه الحالة غير حقيقي أو مفتعل . أنت لا تستطيع أن تجبر نفسك على الضحك .
* يضحك الإنسان العادي يومياً حوالي 15 مرة إذا كان بمفرده . ويضحك 30 مرة تقريباً عندما يكون في جماعة . لأن الضحك فعل اجتماعي .
* أن الرغبة أو فعل الضحك ينمو في جماعة يقوي العلاقات الإنسانية وهذا سببه أن الضحك يحتوي على عنصر أساسي في تكوينه وهو أن الضحك معدي .
* الضحك كبصمة اليد شيء خاص بكل فرد إذ من الصعب جداً إيجاد ضحكتين متشابهتين .
* الضحك سلوك بشري يتحكم فيه وينتجه المخ أي المسئول الأول على الضحك المخ .
* الضحك في القرآن والسنة :
* وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي :
* ( فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (82) سورة التوبة .
* ( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ) (71) سورة هود.
* ( وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ) (110) سورة المؤمنون .
* ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) (19) سورة النمل .
* ( فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ) (47) سورة الزخرف.
* ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) (43) سورة النجم .
* ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ) (59 - 60) سورة النجم.
* ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) (38 - 39) سورة عبس .
* ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (29) سورة المطففين .
* ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (34) سورة المطففين.
* جاءت كلمة الضحك في القرآن الكريم بدلالات مختلفة ضحك السخرية والاستهزاء وتمثل في ضحك الكفار وأعداء الإسلام , وهو ضحك باعثه الجهل والاستكبار والعناد ومن هنا تكون عاقبته وخيمة كما هددهم الحق سبحانه وتعالى ( لْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (82) سورة التوبة .
* وفي المقابل نجد ضحك النصر والفوز والفلاح حين يجد المؤمن ما وعده الله حقاً وصدقاً سواء كان في الدنيا أو في الآخرة, وهو ضحك لا يستشعره غير من أعمل عقله وأتعب نفسه في استقصاء الحق والمثابرة والمصابرة عليه (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (34) سورة المطففين .
* وضحك النعمة كضحك سليمان عليه السلام : ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) (19) سورة النمل .
* كما نجد أيضاً ضحك التعجب , كضحك امرأة إبراهيم عليه السلام : ( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ) (71) سورة هود .
* وضحك الاستبشار كضحك المؤمنين ذوي الوجوه المسفرة الضاحكة المستبشرة استبشاراً ورضا بنعيم الله وجزيل عطائه: ( وُجُوهٌ ) (38 - 39) سورة عبس .
* أما الضحك في السنة الشريفة :
* فكان تطبيقاً للقرآن الكريم , فقد عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبشر والابتسام , حتى في لحظات الغضب . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضحك ويبتسم حتى تبدو نواجذه , ولكن ضحكه كان من غير قهقهة .
* قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" .
* وكان - صلى الله عليه وسلم - يبتسم مع أصحابه ويلاطفهم ويستجيب مع طرائفهم .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " روحوا عن القلوب ساعة فساعة , فإن القلوب إذا كلت عميت" .
* وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : " ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا رآني إلا تبسم في وجهي" رواه البخاري .
* لقد صح عن عائشة – رضي الله عنها في وصفها للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان بساماً أي يكثر التبسم .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه الحاكم والبيهقي .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " تبسمك في وجه أخيك صدقة" .
* روي عن أبي هريرة أنهم قالوا : يا رسول الله إنك تداعبنا , فقال: إني وإن داعبتكم لا أقول إلا حقاً .
نظريات الضحك :
تعددت الآراء والنظريات في تفسير حدوث الضحك فهناك أكثر من مئة نظرية تحاول تفسير ظاهرة الضحك والأسباب المحفزة للضحك وكلها نظريات متداخلة يعتمد بعضها على بعض , إلا أننا سوف نركز على النظريات الرئيسية في هذا المجال .
1- نظريات ترى أن الضحك هو ممارسة عدوانية في جوهرها حيث يحس الضاحك أن المضحوك منه أقل منه شأناً وأقل قيمة وفي ذلك استعلاء وشعور بالتفوق يعوض عن مشاعر النقص . وهذه العدوانية ليست مذمومة إلا حين تعمد إلى إيذاء مشاعر الآخرين وجرحهم . وهي مقبولة في إطار الضحك والإضحاك ومتعارف عليها على أنها مزاح وفكاهة وليست جداً . وهذه الفرضية قديمة ولكنها مؤثرة وباقية وقد قال بها أفلاطون وأرسطو وصولاً إلى فولتير وغيره .
2- الضحك ينشأ بسبب التناقض بين الشيء أو الأمر الحادث وبين ما اعتدنا أن يكون عليه . ويفسر ذلك أن الضحك ينتج عن المفارقة والتناقض وغير المتوقع أو المضخم أو غير المألوف أو سوء الفهم والتفاهم الاعتيادي . ويؤكد الفيلسوف الفرنسي برغسون هذه النظرية في كتابة النادر الضحك عام 1924م , وأيضاً غيره من الفلاسفة .
** برغسون : ميكانيكية الحياة أساس الضحك :
يعتبر كتاب الضحك لهنري برغسون من أهم المؤلفات التي تناولت موضوع الضحك من منظور فلسفي تحكمه منطلقات نظرية واضحة . فانطلاقاً من اتجاهه الحيوي , ينظر برغسون إلى الضحك باعتباره شيئاً حياً , لذا يؤكد على ضرورة معالجته بنفس الاهتمام والتقدير الذي نكنه للحياة نفسها . فالحياة – في نظره – تتطلب من الإنسان التشدد والمرونة , وغياب هذين العنصرين عن جسد الإنسان وفكره وطبعه يفتح المجال لمجموعة من النقائض التي لابد من التغلب عليها لتحقيق العيش الجيد . يقول برغسون : "كل تصلب في الطبع, في الفكر , وحتى في الجسد سيكون مرفوضاً من لدن المجتمع مادام يشكل علامة ممكنة على نشاط خامل ومنعزل أيضاً يتجه نحو الابتعاد عن المركز المشترك الذي يدور حوله المجتمع , وبالتالي نحو الغرابة". ومادام هذا العجز المتمثل في التصلب والآلية التي تلحق بالإنسان لا تمس المجتمع مادياً , فإن هذا الأخير يتدخل معنوياً من أجل التصحيح بواسطة الضحك الذي يعد " حركة اجتماعية " , تعمل على قمع كل محاولة انفصال عن المجتمع وكل تصلب ميكانيكي أو أوتوماتيكي في الجسد الاجتماعي . ففي الحياة الإنسانية مجموعة من النقائض التي يعمل الضحك على تصحيحها , فهو يصحح التصلب بالمرونة , والثبات بالتغيير , والآلية بالحيوية , والتسلي بالاهتمام , والأوتوماتيكية بالنشاط الحر , والانعزال بالاجتماع , انسجاماً مع هذا التصور الحيوي للضحك , يؤكد برغسون على ثلاث ملاحظات أساسية هي :
- لا وجود للضحك خارج إطار ما هو إنساني . فالإنسان كائن ضاحك ومضحك , وعليه فحتى عندما نضحك من حيوان ما , فالأمر لا يعدو كونه ضحكاً من خاصية ما فيه تشبه الإنسان .
- الضحك يكون مصحوباً بانعدام الإحساس , فالعدو الحقيقي للضحك هو العاطفة , لذا فلكي نضحك ينبغي أن نكون لا مبالين . يدعونا برغسون إذن إلى التجرد من عواطفنا والتسلح باللامبالاة كي تتحول الأحزان أمام أعيننا إلى أفراح , يقول : "تجردوا الآن شاركوا في الحياة كالمتفرج اللا مبالي , كم من الدرامات سوف تتحول إلى كوميديات" , ومادام الضحك يتوجه أساساً نحو الذكاء وليس نحو العاطفة , فأنه يحتاج إلى " تنويم لحظي للقلب" .
- الضحك فعل اجتماعي , يحتاج إلى نوع من الصدى , فهو" ليس صوتاً منطوقاً , صافياً , مكتملاً . إنه شيء يريد أن يمتد بالانتشار من قريب إلى قريب , فهو يبدأ بالانفجار ليستمر بواسطة قصفات مثله مثل الرعد في الجبل" , ولعل ما يحقق للضحك هذا الامتداد الاجتماعي هو كونه ينبني على نوع من التواطؤ المسبق والتفاهم الخلفي بين عدد من الضاحكين الواقعيين أو المتخيلين .
وانسجاماً مع هذا الفهم , فإن نظرية برغسون عن الضحك تؤطر مختلف أشكاله ومظاهره الحركية واللغوية والمزاجية والمواقفية . فما يثير الضحك في الحركة واللغة والمزاج والموقف هو الميكانيكية والتصلب , وما يضحك في الإنسان هو تحوله إلى شيء أي ظهور آثار الآلية الأوتوماتيكية على حركته ولغته وموقفه. في هذا السياق يرى برغسون أن ما يضحك , مثلاً , في سقوط رجل على إثر عثرة ما ليس فعل السقوط في حد ذاته وإنما هو التصلب والميكانيكية التي تسربت إلى جسده وجعلته يفقد المرونة اللازمة التي تتطلبها الحياة .
3- الضحك ينشأ بسبب ارتخاء مفاجئ وتفكك مؤقت في مناطق الضبط النفسي بسبب التوتر والإحباط والعقد التي نحملها في داخلنا والتي تنتج عن ضغوط الضمير والقيم وغيرها من الضغوط , ويأتي المثير الخارجي للضحك ليفتح المجال لإزالة التوتر والشحنات الانفعالية المتنوعة بداخلنا . وقد بين التحليل النفسي الفرويدي أن الضحك يشبه الحلم من حيث تحلله من القيم والممنوعات وأنه كلما زادت الضغوط كلما احتاجت تركيبتنا النفسية إلى التخفيف منها بعدة وسائل ومنها الأحلام والضحك . وفي ذلك نكوص مؤقت إلى مرحلة طفلية بما فيها من أحلام براقة وخيالات سعيدة جميلة . ويمكن أن يصبح هروباً من الواقع ومرضاً . كما يمكن أن يكون نضجاً وقوة ونوعاً من السمو الأخلاقي والذي يجعل الإنسان يواجه مواقف الحياة الصعبة بروح الهزل والاستخفاف وعدم الاكتراث" الفيلسوف الساخر" .
الابتسام والمرح والضحك والبشاشة والفكاهة والمزاح والدعابة والهزل والكوميديا كلها تصدر عن طبيعة واحدة في النفس البشرية المتناقضة حيث تمل الجد والصرامة والعبوس وتبحث في الفكاهة عن منفذ للتنفيس عن آلامها وواقعها ولو مؤقتاً مما يعيد التوازن النفسي ويؤدي إلى أداء أفضل , وهو استراحة واسترواح, ونشوة تنتج عن انقباض العضلات وتفريغ التوتر الجسمي والنفسي . وهذا رأي شائع ومنطق عام يؤيده كثيرون.
ويطرح بعض الأدباء والفلاسفة نظريات خاصة عن الضحك مثل : " إن الإنسان هو الأشد ألماً بين المخلوقات الأخرى لأنه يعي أنه سيموت ولذلك كان لابد له من أن يخترع الضحك " "نيتشه الفيلسوف الألماني" وقد مات منتحراً في سن الشباب . ويقول مارك توين الكاتب الأمريكي الساخر : " أن روح الفكاهة ذاتها تجد مصدرها السري في الحزن لا في الفرح , فليس هناك فكاهة في الجنة" .
وفي الممارسة اليومية للطب النفسي نجد في حالة اضطراب المزاج المعروفة باسم الهوس أن مزاج المريض يكون منبسطاً مرتفعاً ومتفائلاً , وهو يلعب بالكلمات ويغير من مدلولاتها بشكل مضحك وهو لا يتوقف عن المزاح والمرح والضحك والإضحاك والتهريج الممتع ويمكن لمزاجه أن يتغير وأن يصبح اكتئابياً لمدة دقائق أو ساعات ثم يغلب المزاج الفرح والنشيط , وهناك أشكال خفيفة من هذا الاضطراب أقل شدة , كما نجد في حالات استعمال بعض المواد الإدمانية أن المريض يصبح منشرحاً ضاحكاً خيالياً , ويدل ذاك على أن اضطراب كيميائية الدماغ بسبب مرضي , أو بسبب تناول مواد ذات تأثير نفسي مزاجي , يمكن أن يغير المزاج بشكل مرضي إلى الفرح المفرط والضحك والإضحاك , مما يستدعي التشخيص والعلاج .
كما يدل على أن الإنسان في توازنه واعتداله وصحته لا يمكنه أن يكون مازحاً طوال الوقت أو فرحاً ومضحكاً , وبالطبع يختلف الناس في شخصيتهم ومزاجهم وميولهم , ومنهم معتدلون وأصحاء ومنهم مرضى ومنهم بين هذا وذاك .
وتدل الدراسات على أن الضحك والابتسام والنكتة والكاريكاتير يمكن لها أن تعدل المزاج وأن تخفف من التوتر والقلق, كما أن مشاهدة البرامج المضحكة والأفلام الكوميدية مفيدة للصحة النفسية والجسدية, ويعتبر ذلك من الأساليب العامة العلاجية , والتي لا تكفي في حالات الاكتئاب الواضحة . وأخيراً , وكما هو واضح فإن فهم الضحك والفكاهة قد أثار العقول والأفكار بحثاً وصياغة لتفهمه , وبالتالي لفهم الإنسان وانفعالاته , ولا يزال الإنسان ذلك المجهول , ولابد من الاعتدال في أمور الضحك والفكاهة دون إفراط أو تفريط (كثرت الضحك تميت القلب).
فرويد : الضحك تصريف سريع لطاقة نفسية
لقد صاغ فرويد نظريته عن الضحك من خلال دراسته الشهيرة بعنوان: "النكتة وعلاقاتها باللاشعور" حيث حاول تفسير ظاهرة الضحك من منظور التحليل النفسي مؤسساً نظريته " على مقولة توفير الطاقة النفسية أو المؤثر" فالضحك في نظر فرويد ظاهرة اقتصادية تتمثل في كون كل إنسان يمتلك تمثيلاً ذهنياً أو تصوراً مسبقاً عن لحظاته الآتية . هذا التمثيل الذهني المسبق تترتب عنه تعبئة كمية من الطاقة لا تكون بالضرورة مطابقة وكافية للحدث الآتي مستقبلاً. لذا فتحسباً لأي طارئ يتم حشد فائض من هذه الطاقة يدفع إلى البحث عن تصريفه بطريقة أو بأخرى , بشكل بطيء أو سريع . ففي حالة تصريفه بسرعة , فإن النتيجة تكون نوعاً من الانفجار والفرقعة تتحقق جسدياً عن طريق الضحك. ينبغي التمييز إذن – كما يشير إلى ذلك شارل مورون– بين الموقفين أو الحالتين أولهما هو التنبؤ المحتمل باللحظة الآتية وثانيهما هو تمثيل الحدث الواقعي , واختلاف الثاني عن الأول هو الذي يفتح المجال لتصريفين مختلفين للطاقة النفسية المعبأة , يقول مورون : "إذا كان هناك توفير , فإن فائض الطاقة النفسية المعبأ خطأ , يتحول إلى انتصار ؛ وفي حالة ما إذا كان هذا التحول صعب المنال بسبب سرعة العملية , فإنه يتم جسدياً في هذا المدخل إلى الصرع الذي هو الضحك .
وعلى أساس هذا المبدأ أي تصريف الطاقة النفسية , يميز فرويد بين ثلاثة أنواع من الضحك ينطبق عليها كلها نفس المبدأ لكنه يتحقق فيها بتلوينات مختلفة . وهذه الأنواع هي : النكتة والكوميك والفكاهة . يقول فرويد :"يبدو لنا أن لذة النكتة مشروطة بتوفير التصريف الذي يستلزمه الكبت , ولذة الكوميك مشروطة بالتوفير الذي يستلزمه التصريف (أو الاستثمار) , ولذة الفكاهة مشروطة بتوفير التصريف الذي يستلزمه الإحساس" . ولهذا التوفير في كل الحالات أهمية خاصة تتجلى في العودة بالإنسان إلى حالته الطفولية , أي حالة الحرية وانعدام الرقابة . لذا نجد مورون يؤكد على أن أهمية التصور الاقتصادي للضحك عند فرويد تكمن في أخذه الضحك الطفولي بعين الاعتبار.
4- فوراستيي : قطع الحتمية أساس الضحك
في كتابه "الضحك" يهتم جان فوراستيي بالضحك باعتباره " وسيلة للكلام والتفكير والتواصل" يستعمله الإنسان للتعبير عن كل الأشياء بما في ذلك الإحساس المأساوي بالألم . ولهذا علاقة بجانب مهم قلما تم الانتباه إليه في ظاهرة سيكولوجية وسوسيولوجية حيث بين أن دماغ الإنسان يتكون من قارتين تلعبان أدواراً متكاملة في ما يخص إرسال واستقبال المعلومات ومعالجتها بطرق مختلفة حددها في أربعة هي : النوح , المضحك , المعقلن والمعاينة , فالضحك يشكل , إذن إحدى هذه الوسائل التي يعالج بها الإنسان القضايا التي يستقبلها دماغه ليحقق تواصله مع الآخرين . إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو ما الذي يجعلنا نستعمل وسيلة الضحك ؟ أو بعبارة أخرى : ما الذي يفسر هذه الظاهرة التي لها أصل في الدماغ الإنساني ؟ يرى فوراستيي أن المقولة البرغسونية " الآلي في الحيوي" غير صالحة , ويقترح , بدلاً عنها , مقولة قطع الحتمية . والمقصود بهذه المقولة أن العادة جعلت الإنسان يبني داخل دماغه تخطيطاً تمثيلياً للواقع الذي يشاهده , من ثم يصبح قادراً على التنبؤ بالأشياء . هذه العادة أو هذه التجربة هي ما يسمى بالحتمية , لكن الأشياء لا تقع دائماً كما نتصورها أو كما نتنبأ بها مما يترتب عنه قطع الحتمية من شأنه أن يخلق لدينا خوفاً أو قلقاً أو انتظاراً أو اضطراباً . ولكي يصبح هذا القطع الذي مصدره تنبؤ خاطئ مضحكاً , لابد أ ينشأ عنه تنبؤ جديد أكثر طمأنينة وتأكيداً يتحقق معه نوع من الأمن المادي والعقلي . لذا فأننا "نضحك عندما تسند الوضعية غير المعتادة بتنبؤ مؤكد".
الضحك سلوك بشري يتحكم فيه وينظمه المخ
وبعد أن أنهى الدكتور فتح الله خليفة ردوده على كافة المداخلات , اختتم الشاعر مفتاح ميلود الأمسية بالإعلان عن الأمسية القادمة التي حدد موعدها بيوم الاثنين الموافق 4 – 5 – 2009 م للشاعر عبد الله علي عمران .
السيرة الذاتية :
· الاسم : فتح الله خليفة جبريل امشاقن .
· تاريخ ومكان الميلاد : 1948م / البيضاء .
· الحالة الاجتماعية : متزوج .
· عدد الأبناء : خمسة أبناء .
· المؤهلات العلمية :
- الابتدائية - الإعدادية – الثانوية من مدينة البيضاء ( 1955 – 1967م ) .
- ليسانس آداب لغة انجليزية من الجامعة الليبية , بنغازي ( 1972م ) .
- ماجستير في تقنية المعلومات " INFORMATION TECHNOLOGY " من جامعة " GOLDEN STATE " ( 2006 م ).
- دكتوراه في تقنية المعلومات " INFORMATION TECHNOLOGY " من جامعة " GOLDEN STATE " ( 2006 م ) .
· الوظائف التي تقلدها :
- مترجما بإذاعة الجماهيرية العظمى بدائرة الأخبار السياسية (1972م).
- مدير الإعلام والثقافة بمحافظة الجبل الأخضر (1973–1984م).
- مستشار الشؤون الإعلامية بالمكتب الشعبي بالبرازيل(1984–1987م).
- أمين الإعلام والثقافة بفرع البيضاء(1987-1989م).
- أمين الشباب والرياضة بشعبية الجبل الأخضر(1989–1992م).
- أمين مكتب الشؤون الثقافية بشعبية الجبل الأخضر(1992–1994م) .
- أمين إدارة الإعلام والثقافة بشعبية الجبل الأخضر(1994–2001م) .
- مؤسس ومدير إذاعة الجبل الأخضر المحلية(1996م).
- أمين مساعد للإعلام والثقافة بالمكتب الشعبي ماليزيا (2002–2007م).
· الدورات والمهمات :
· حضر وشارك بأعمال المؤتمر الدولي عن الازدواج الضريبي على حقوق المؤلف تحت رعاية منظمة اليونسكو في كل من باريس ومدريد خلال السنوات ( 1978 – 1979 – 1980 م ).
· حصل على دوره تدريبية في مجال حقوق المؤلف (1981 م ) على نفقة اليونسكو في كل من ( الجزائر - تونس – باريس)
· شارك في عدد من المؤتمرات الدولية أثناء تواجده بماليزيا منها.
* اجتماعات وزراء إعلام دول عدم الانحياز كوالمبور (2003م )
* المؤتمر الدولي لوسائل الإعلام الآسيوي كوالمبور(2004 م )
* المؤتمر الدولي للرعاية الاجتماعية كوالمبور(2004 م )
له العديد من المقالات الساخرة في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية مثل الحمار – السلحفاة- القمل والذباب يموتان فى النظافة – وغيرها .
المحاضرة :
سيكولوجية الضحك
كثيرة هي الأشياء التي تولد معنا ونمارسها ونتفاعل معها بشكل يومي ولكننا لا نعرف كنهها ولا ماهيتها ولا نعرف لماذا تحدث ؟ أو كيف تحدث ؟ وأين,ومتى تحدث ؟ مثل النوم,والضحك والبكاء والجنس والموسيقى وأشياء أخرى .
لذا اخترت أن تكون هذه المحاضرة عن سيكولوجية الضحك,وتزاحمت أمامي مجموعة تساؤلات واستفهامات. ما هو الضحك ؟ ولماذا نضحك ؟ ومتى نضحك ؟ وكيف نضحك ؟ وأين تقع الخلايا المسئولة عن الضحك في مخ الإنسان ؟ .
وسأحاول في هذه المحاضرة الإجابة على كافة هذه التساؤلات والاستفهامات, ورغم أن البحوث والدراسات في هذا المجال- مجال الضحك - قليلة وغير وافية,إلا أنني حاولت تجميع الآراء وتفسيرات الفلاسفة والباحثين المتخصصين في مجال التحليل الفسيولوجي والسيكولوجي للضحك,وحاولت تحليلها والوصول إلى نتائج أساسية في سيكولوجية الضحك والياته في محاولة للتعرف على كل ما يتعلق بظاهرة الضحك .
أولاً : يجب أن نتفق من البداية بأن ظاهرة الضحك هي آية من آيات الله في خلق الإنسان. ففي سورة النجم-الآية(43)- قال تبارك وتعالى: ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) أي أن الضحك والبكاء من الله سبحانه وتعالى,وكونه من الله سبحانه وتعالى فهو لجميع خلقه فإذا نظرنا إلى الدنيا كلها نجد أن الضحك والبكاء موجودان بين البشر جميعاً على اختلاف لغاتهم وجنسياتهم,فلا توجد ضحكة إنجليزية وضحكة أمريكية وضحكة إفريقية أو ضحكة آسيوية , بل هو فعل واحد لدى جميع البشر."ضحك في حالة السرور والبهجة وبكاء في حالة الحزن" .
إلا أن هناك قوانين تحكم فعل الضحك وفعل البكاء فالتغيرات الفسيولوجية في كلتا الحالتين واحد في ملامح الوجه وما يحدث له من تغير وكذلك عملية الشهيق والزفير المصاحبة لفعل الضحك أو البكاء وكذلك انهمار الدموع.
ويعتبر كل من الضحك والبكاء من الانفعالات الفطرية النفسية الداخلية وبالرغم من اختلاف الحالتين فإن الشيء المشترك بينهما هو أن آلية حدوثهما الداخلية واحدة وما ينجم عنهما من فوائد فيزيولوجية ونفسية للإنسان واحدة أيضاًَ.
إن الآية الكريمة : ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) ليس معناه بالضرورة أن الناس تضحك معاً أو تبكي معاً , ولكن المعنى العميق للآية هو أن الإنسان لا يستطيع إضحاك نفسه ولا أن يبكي نفسه عن شعور صادق بلا اصطناع , لذلك فعل الضحك والبكاء انعدمت فيه الإرادة البشرية . فهو آية من آيات الله سبحانه في خلق البشر, فلا يستطيع أحد منا أن يقول أنني سأضحك الآن فيضحك ولا يستطيع الإنسان أن يبكي بكاءً طبيعياً كأن يقول أنا سأبكي الآن فيبكي , إنه فقط يستطيع أن يصطنع الضحك أو البكاء بشكل غير طبيعي , ولكن الضحك والبكاء يأتي من الله حين يكون طبيعياً .
ولأن الضحك آية من آيات الله في خلقه, كان الإلمام بهذه الظاهرة من جميع أطرافها مستحيلاً, ومعرفة جميع ما يتعلق بهذه الظاهرة أمر صعب وقد أتضح حالياً أن الدراسات والبحوث في دراسة هذه الظاهرة لازالت قاصرة, فمثلاً لا يعرف إلى الآن ما هي المراكز الحسية المسئولة عن ظاهرة الضحك في الدماغ, وكل ما هو معروف علمياً الآن هو أن فسيولوجيا الأعصاب الحديثة تربط الضحك بتنشيط القشرة الأمامية الوسطى للدماغ والتي تفرز مادة الأندروفين .
ففعل الضحك يمتلكه كل واحد منا فهو جزء من مجموع اللغات البشرية على مستوى العالم فتوجد الآلاف من اللغات ومئات الآلاف من اللهجات البشرية ولكن الكل يضحك بطريقة واحدة وبآلية واحدة , وقانون الضحك إذا صح هذا التعبير, يرتكز على أركان ثلاث :
1- مؤثر أو باعث يستثيره .
2- حالة انفعالية فسيولوجية مصاحبة .
3- وظيفة أو غاية تسعى إلى تحقيقها .
غير أن الطفل الرضيع لديه قدرة على الضحك قبل أن يبدأ في تعلم الكلام , وحتى الطفل الأصم أو الأعمى يحتفظ بقدرته على الضحك .
تعريف الضحك :
الضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر على الإنسان في صورة مرح وفرح . وتتعدد أسباب الضحك الذي يوصف أيضاً بأنه رد فعل فسيولوجي نتيجة للمرور بخبرة ما مثل سماع نكتة أو عند سماع مداعبة ... وغيرها من الأسباب الأخرى .
الضحك والمخ :
فسيولوجيا الأعصاب الحديثة تربط الضحك بتنشيط القشرة الأمامية الوسطى للدماغ , التي تفرز مادة " الأندروفين" بعد نشاط يشعر فيه الإنسان بالمكافأة بعد تناول وجبة لذيذة أو بعد فهم نكتة ...
وقد أظهر بحثاً من البحوث أن أجزاءً في المخ لها دور كبير في عملية الضحك,وهم Amygadala & Hippocapus
وفي مقالة لجريدة المؤسسة الطبية الأمريكية,نشرت في 1984.9.7 والتي تصف الأسباب المؤدية للضحك التي مصدرها الجهاز العصبي بالدماغ المتوسط والخلفي والتي تتواجد بالقرب من مراكز التنفس .
الضحك إذاً هو لغز إدراكي يسعى الإنسان لحله , فالنكتة تخلق جواً من عدم الموائمة والجمل فيها تظهر وكأنها غير متصلة بالموضوع ... وحينها يحاول الإنسان بشكل تلقائي أن يحلها للعثور على ما تخفيه هذه الجملة.ولكن إذ خفق في التوصل إلى الحل وإلى الفكرة المنطوية عليها فلن يأتي الضحك (لن يضحك الإنسان) .
آلية الضحك
الآلية هي أفيونات المخ التي يفرزها في هذه الحالات وتدعى الأندروفينات والتي تعاكس في تأثيرها على الجسم الهرمونات التي يفرزها في حالات الشدة وهي الكاتيكول أمينات "الأدرينالين" مما يؤدي إلى انتظام عمل القلب والضغط الشرياني واسترخاء العضلات ونقص إفراز الأحماض في المعدة , والأهم من هذا كله هو تأثيرها على عمل الدماغ نفسه وموجاته والذي يؤدي بدوره إلى تغير شعور المرء من الحزن والغضب إلى السعادة .
كما أن الضحك رياضة تدخل الهواء النقي إلى الرئتين وتدرب عضلات الصدر والجسم ككل معاً فتترك الجسم في حالة استرخاء جميلة .
ولا ننسى الأثر المسكن للألم للأندروفين الذي يعمل كمورفين طبيعي فقد استطاع مريض بداء عضال مؤلم (عن طريق إضحاك نفسه ضحكاً عميقاً حتى تهتز بطنه بشدة لمدة عشر دقائق كل ليلة) أن يحصل على نوم مريح دون معاناة لمدة ساعتين .
وأيضاً نذكر للأهمية طريقة في التنفس تدعى التنفس التحولي وهي تعتمد على جعل الإنسان يتنفس تنفساً بطئياً متلاحقاً وبشكل سريع كي يزيد معدل الأكسجين الداخل إلى الجسم , فينفعل الإنسان بالصور التي يراها من ذاكرته فيبكي بشكل قوي, فتتحرر عنده تحجرات الطاقة السلبية المخزنة في أعماقه فيتحرر سريان الطاقة بشكل طبيعي فيشعر بعده الإنسان بانتعاش وشعور خفي بالسعادة والفرح
وقد بينت الأبحاث أيضاً إن معدل فهم الإنسان للمعلومات وتذكرها يزداد إذا ارتبط بالمتعة والضحك .
وقد يحفز استنشاق الإنسان لبعض المواد الكيميائية مثل الأكسيد النتريNitrous Oxide ويطلق عليه أيضاً " الغاز المضحك" على إطلاق نوبات من الضحك الهستيري , أو للاعتماد على بعض العقاقير مثل الحشيش . وقد تتسبب نوبات الضحك القوية في إفراز العين للدموع وبعض الآلام البسيطة في العضلات كاستجابة لهذه الحالة الشعورية القوية .
* الضحك يعتبر لغة إنسانية نولد بها , فنحن نتعلم كيف نتكلم ولكننا لا نتعلم كيف نضحك .
* يحدث فعل الضحك بدون وعي أي أن الضحك ينطلق طبيعياً نتيجة مسبب للضحك أي أن الإنسان لا يضحك نتيجة أمر وجه إليه ولذا سيكون الضحك في هذه الحالة غير حقيقي أو مفتعل . أنت لا تستطيع أن تجبر نفسك على الضحك .
* يضحك الإنسان العادي يومياً حوالي 15 مرة إذا كان بمفرده . ويضحك 30 مرة تقريباً عندما يكون في جماعة . لأن الضحك فعل اجتماعي .
* أن الرغبة أو فعل الضحك ينمو في جماعة يقوي العلاقات الإنسانية وهذا سببه أن الضحك يحتوي على عنصر أساسي في تكوينه وهو أن الضحك معدي .
* الضحك كبصمة اليد شيء خاص بكل فرد إذ من الصعب جداً إيجاد ضحكتين متشابهتين .
* الضحك سلوك بشري يتحكم فيه وينتجه المخ أي المسئول الأول على الضحك المخ .
* الضحك في القرآن والسنة :
* وردت مادة الضحك في القرآن الكريم 10 مرات على النحو التالي :
* ( فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (82) سورة التوبة .
* ( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ) (71) سورة هود.
* ( وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ) (110) سورة المؤمنون .
* ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) (19) سورة النمل .
* ( فَلَمَّا جَاءهُم بِآيَاتِنَا إِذَا هُم مِّنْهَا يَضْحَكُونَ) (47) سورة الزخرف.
* ( وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى) (43) سورة النجم .
* ( أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ) (59 - 60) سورة النجم.
* ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ) (38 - 39) سورة عبس .
* ( إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ) (29) سورة المطففين .
* ( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (34) سورة المطففين.
* جاءت كلمة الضحك في القرآن الكريم بدلالات مختلفة ضحك السخرية والاستهزاء وتمثل في ضحك الكفار وأعداء الإسلام , وهو ضحك باعثه الجهل والاستكبار والعناد ومن هنا تكون عاقبته وخيمة كما هددهم الحق سبحانه وتعالى ( لْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيرًا جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (82) سورة التوبة .
* وفي المقابل نجد ضحك النصر والفوز والفلاح حين يجد المؤمن ما وعده الله حقاً وصدقاً سواء كان في الدنيا أو في الآخرة, وهو ضحك لا يستشعره غير من أعمل عقله وأتعب نفسه في استقصاء الحق والمثابرة والمصابرة عليه (فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ) (34) سورة المطففين .
* وضحك النعمة كضحك سليمان عليه السلام : ( فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا) (19) سورة النمل .
* كما نجد أيضاً ضحك التعجب , كضحك امرأة إبراهيم عليه السلام : ( وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ) (71) سورة هود .
* وضحك الاستبشار كضحك المؤمنين ذوي الوجوه المسفرة الضاحكة المستبشرة استبشاراً ورضا بنعيم الله وجزيل عطائه: ( وُجُوهٌ ) (38 - 39) سورة عبس .
* أما الضحك في السنة الشريفة :
* فكان تطبيقاً للقرآن الكريم , فقد عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبشر والابتسام , حتى في لحظات الغضب . وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يضحك ويبتسم حتى تبدو نواجذه , ولكن ضحكه كان من غير قهقهة .
* قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق" .
* وكان - صلى الله عليه وسلم - يبتسم مع أصحابه ويلاطفهم ويستجيب مع طرائفهم .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " روحوا عن القلوب ساعة فساعة , فإن القلوب إذا كلت عميت" .
* وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : " ما حجبني النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا رآني إلا تبسم في وجهي" رواه البخاري .
* لقد صح عن عائشة – رضي الله عنها في وصفها للنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان بساماً أي يكثر التبسم .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق" رواه الحاكم والبيهقي .
* قال - صلى الله عليه وسلم - : " تبسمك في وجه أخيك صدقة" .
* روي عن أبي هريرة أنهم قالوا : يا رسول الله إنك تداعبنا , فقال: إني وإن داعبتكم لا أقول إلا حقاً .
نظريات الضحك :
تعددت الآراء والنظريات في تفسير حدوث الضحك فهناك أكثر من مئة نظرية تحاول تفسير ظاهرة الضحك والأسباب المحفزة للضحك وكلها نظريات متداخلة يعتمد بعضها على بعض , إلا أننا سوف نركز على النظريات الرئيسية في هذا المجال .
1- نظريات ترى أن الضحك هو ممارسة عدوانية في جوهرها حيث يحس الضاحك أن المضحوك منه أقل منه شأناً وأقل قيمة وفي ذلك استعلاء وشعور بالتفوق يعوض عن مشاعر النقص . وهذه العدوانية ليست مذمومة إلا حين تعمد إلى إيذاء مشاعر الآخرين وجرحهم . وهي مقبولة في إطار الضحك والإضحاك ومتعارف عليها على أنها مزاح وفكاهة وليست جداً . وهذه الفرضية قديمة ولكنها مؤثرة وباقية وقد قال بها أفلاطون وأرسطو وصولاً إلى فولتير وغيره .
2- الضحك ينشأ بسبب التناقض بين الشيء أو الأمر الحادث وبين ما اعتدنا أن يكون عليه . ويفسر ذلك أن الضحك ينتج عن المفارقة والتناقض وغير المتوقع أو المضخم أو غير المألوف أو سوء الفهم والتفاهم الاعتيادي . ويؤكد الفيلسوف الفرنسي برغسون هذه النظرية في كتابة النادر الضحك عام 1924م , وأيضاً غيره من الفلاسفة .
** برغسون : ميكانيكية الحياة أساس الضحك :
يعتبر كتاب الضحك لهنري برغسون من أهم المؤلفات التي تناولت موضوع الضحك من منظور فلسفي تحكمه منطلقات نظرية واضحة . فانطلاقاً من اتجاهه الحيوي , ينظر برغسون إلى الضحك باعتباره شيئاً حياً , لذا يؤكد على ضرورة معالجته بنفس الاهتمام والتقدير الذي نكنه للحياة نفسها . فالحياة – في نظره – تتطلب من الإنسان التشدد والمرونة , وغياب هذين العنصرين عن جسد الإنسان وفكره وطبعه يفتح المجال لمجموعة من النقائض التي لابد من التغلب عليها لتحقيق العيش الجيد . يقول برغسون : "كل تصلب في الطبع, في الفكر , وحتى في الجسد سيكون مرفوضاً من لدن المجتمع مادام يشكل علامة ممكنة على نشاط خامل ومنعزل أيضاً يتجه نحو الابتعاد عن المركز المشترك الذي يدور حوله المجتمع , وبالتالي نحو الغرابة". ومادام هذا العجز المتمثل في التصلب والآلية التي تلحق بالإنسان لا تمس المجتمع مادياً , فإن هذا الأخير يتدخل معنوياً من أجل التصحيح بواسطة الضحك الذي يعد " حركة اجتماعية " , تعمل على قمع كل محاولة انفصال عن المجتمع وكل تصلب ميكانيكي أو أوتوماتيكي في الجسد الاجتماعي . ففي الحياة الإنسانية مجموعة من النقائض التي يعمل الضحك على تصحيحها , فهو يصحح التصلب بالمرونة , والثبات بالتغيير , والآلية بالحيوية , والتسلي بالاهتمام , والأوتوماتيكية بالنشاط الحر , والانعزال بالاجتماع , انسجاماً مع هذا التصور الحيوي للضحك , يؤكد برغسون على ثلاث ملاحظات أساسية هي :
- لا وجود للضحك خارج إطار ما هو إنساني . فالإنسان كائن ضاحك ومضحك , وعليه فحتى عندما نضحك من حيوان ما , فالأمر لا يعدو كونه ضحكاً من خاصية ما فيه تشبه الإنسان .
- الضحك يكون مصحوباً بانعدام الإحساس , فالعدو الحقيقي للضحك هو العاطفة , لذا فلكي نضحك ينبغي أن نكون لا مبالين . يدعونا برغسون إذن إلى التجرد من عواطفنا والتسلح باللامبالاة كي تتحول الأحزان أمام أعيننا إلى أفراح , يقول : "تجردوا الآن شاركوا في الحياة كالمتفرج اللا مبالي , كم من الدرامات سوف تتحول إلى كوميديات" , ومادام الضحك يتوجه أساساً نحو الذكاء وليس نحو العاطفة , فأنه يحتاج إلى " تنويم لحظي للقلب" .
- الضحك فعل اجتماعي , يحتاج إلى نوع من الصدى , فهو" ليس صوتاً منطوقاً , صافياً , مكتملاً . إنه شيء يريد أن يمتد بالانتشار من قريب إلى قريب , فهو يبدأ بالانفجار ليستمر بواسطة قصفات مثله مثل الرعد في الجبل" , ولعل ما يحقق للضحك هذا الامتداد الاجتماعي هو كونه ينبني على نوع من التواطؤ المسبق والتفاهم الخلفي بين عدد من الضاحكين الواقعيين أو المتخيلين .
وانسجاماً مع هذا الفهم , فإن نظرية برغسون عن الضحك تؤطر مختلف أشكاله ومظاهره الحركية واللغوية والمزاجية والمواقفية . فما يثير الضحك في الحركة واللغة والمزاج والموقف هو الميكانيكية والتصلب , وما يضحك في الإنسان هو تحوله إلى شيء أي ظهور آثار الآلية الأوتوماتيكية على حركته ولغته وموقفه. في هذا السياق يرى برغسون أن ما يضحك , مثلاً , في سقوط رجل على إثر عثرة ما ليس فعل السقوط في حد ذاته وإنما هو التصلب والميكانيكية التي تسربت إلى جسده وجعلته يفقد المرونة اللازمة التي تتطلبها الحياة .
3- الضحك ينشأ بسبب ارتخاء مفاجئ وتفكك مؤقت في مناطق الضبط النفسي بسبب التوتر والإحباط والعقد التي نحملها في داخلنا والتي تنتج عن ضغوط الضمير والقيم وغيرها من الضغوط , ويأتي المثير الخارجي للضحك ليفتح المجال لإزالة التوتر والشحنات الانفعالية المتنوعة بداخلنا . وقد بين التحليل النفسي الفرويدي أن الضحك يشبه الحلم من حيث تحلله من القيم والممنوعات وأنه كلما زادت الضغوط كلما احتاجت تركيبتنا النفسية إلى التخفيف منها بعدة وسائل ومنها الأحلام والضحك . وفي ذلك نكوص مؤقت إلى مرحلة طفلية بما فيها من أحلام براقة وخيالات سعيدة جميلة . ويمكن أن يصبح هروباً من الواقع ومرضاً . كما يمكن أن يكون نضجاً وقوة ونوعاً من السمو الأخلاقي والذي يجعل الإنسان يواجه مواقف الحياة الصعبة بروح الهزل والاستخفاف وعدم الاكتراث" الفيلسوف الساخر" .
الابتسام والمرح والضحك والبشاشة والفكاهة والمزاح والدعابة والهزل والكوميديا كلها تصدر عن طبيعة واحدة في النفس البشرية المتناقضة حيث تمل الجد والصرامة والعبوس وتبحث في الفكاهة عن منفذ للتنفيس عن آلامها وواقعها ولو مؤقتاً مما يعيد التوازن النفسي ويؤدي إلى أداء أفضل , وهو استراحة واسترواح, ونشوة تنتج عن انقباض العضلات وتفريغ التوتر الجسمي والنفسي . وهذا رأي شائع ومنطق عام يؤيده كثيرون.
ويطرح بعض الأدباء والفلاسفة نظريات خاصة عن الضحك مثل : " إن الإنسان هو الأشد ألماً بين المخلوقات الأخرى لأنه يعي أنه سيموت ولذلك كان لابد له من أن يخترع الضحك " "نيتشه الفيلسوف الألماني" وقد مات منتحراً في سن الشباب . ويقول مارك توين الكاتب الأمريكي الساخر : " أن روح الفكاهة ذاتها تجد مصدرها السري في الحزن لا في الفرح , فليس هناك فكاهة في الجنة" .
وفي الممارسة اليومية للطب النفسي نجد في حالة اضطراب المزاج المعروفة باسم الهوس أن مزاج المريض يكون منبسطاً مرتفعاً ومتفائلاً , وهو يلعب بالكلمات ويغير من مدلولاتها بشكل مضحك وهو لا يتوقف عن المزاح والمرح والضحك والإضحاك والتهريج الممتع ويمكن لمزاجه أن يتغير وأن يصبح اكتئابياً لمدة دقائق أو ساعات ثم يغلب المزاج الفرح والنشيط , وهناك أشكال خفيفة من هذا الاضطراب أقل شدة , كما نجد في حالات استعمال بعض المواد الإدمانية أن المريض يصبح منشرحاً ضاحكاً خيالياً , ويدل ذاك على أن اضطراب كيميائية الدماغ بسبب مرضي , أو بسبب تناول مواد ذات تأثير نفسي مزاجي , يمكن أن يغير المزاج بشكل مرضي إلى الفرح المفرط والضحك والإضحاك , مما يستدعي التشخيص والعلاج .
كما يدل على أن الإنسان في توازنه واعتداله وصحته لا يمكنه أن يكون مازحاً طوال الوقت أو فرحاً ومضحكاً , وبالطبع يختلف الناس في شخصيتهم ومزاجهم وميولهم , ومنهم معتدلون وأصحاء ومنهم مرضى ومنهم بين هذا وذاك .
وتدل الدراسات على أن الضحك والابتسام والنكتة والكاريكاتير يمكن لها أن تعدل المزاج وأن تخفف من التوتر والقلق, كما أن مشاهدة البرامج المضحكة والأفلام الكوميدية مفيدة للصحة النفسية والجسدية, ويعتبر ذلك من الأساليب العامة العلاجية , والتي لا تكفي في حالات الاكتئاب الواضحة . وأخيراً , وكما هو واضح فإن فهم الضحك والفكاهة قد أثار العقول والأفكار بحثاً وصياغة لتفهمه , وبالتالي لفهم الإنسان وانفعالاته , ولا يزال الإنسان ذلك المجهول , ولابد من الاعتدال في أمور الضحك والفكاهة دون إفراط أو تفريط (كثرت الضحك تميت القلب).
فرويد : الضحك تصريف سريع لطاقة نفسية
لقد صاغ فرويد نظريته عن الضحك من خلال دراسته الشهيرة بعنوان: "النكتة وعلاقاتها باللاشعور" حيث حاول تفسير ظاهرة الضحك من منظور التحليل النفسي مؤسساً نظريته " على مقولة توفير الطاقة النفسية أو المؤثر" فالضحك في نظر فرويد ظاهرة اقتصادية تتمثل في كون كل إنسان يمتلك تمثيلاً ذهنياً أو تصوراً مسبقاً عن لحظاته الآتية . هذا التمثيل الذهني المسبق تترتب عنه تعبئة كمية من الطاقة لا تكون بالضرورة مطابقة وكافية للحدث الآتي مستقبلاً. لذا فتحسباً لأي طارئ يتم حشد فائض من هذه الطاقة يدفع إلى البحث عن تصريفه بطريقة أو بأخرى , بشكل بطيء أو سريع . ففي حالة تصريفه بسرعة , فإن النتيجة تكون نوعاً من الانفجار والفرقعة تتحقق جسدياً عن طريق الضحك. ينبغي التمييز إذن – كما يشير إلى ذلك شارل مورون– بين الموقفين أو الحالتين أولهما هو التنبؤ المحتمل باللحظة الآتية وثانيهما هو تمثيل الحدث الواقعي , واختلاف الثاني عن الأول هو الذي يفتح المجال لتصريفين مختلفين للطاقة النفسية المعبأة , يقول مورون : "إذا كان هناك توفير , فإن فائض الطاقة النفسية المعبأ خطأ , يتحول إلى انتصار ؛ وفي حالة ما إذا كان هذا التحول صعب المنال بسبب سرعة العملية , فإنه يتم جسدياً في هذا المدخل إلى الصرع الذي هو الضحك .
وعلى أساس هذا المبدأ أي تصريف الطاقة النفسية , يميز فرويد بين ثلاثة أنواع من الضحك ينطبق عليها كلها نفس المبدأ لكنه يتحقق فيها بتلوينات مختلفة . وهذه الأنواع هي : النكتة والكوميك والفكاهة . يقول فرويد :"يبدو لنا أن لذة النكتة مشروطة بتوفير التصريف الذي يستلزمه الكبت , ولذة الكوميك مشروطة بالتوفير الذي يستلزمه التصريف (أو الاستثمار) , ولذة الفكاهة مشروطة بتوفير التصريف الذي يستلزمه الإحساس" . ولهذا التوفير في كل الحالات أهمية خاصة تتجلى في العودة بالإنسان إلى حالته الطفولية , أي حالة الحرية وانعدام الرقابة . لذا نجد مورون يؤكد على أن أهمية التصور الاقتصادي للضحك عند فرويد تكمن في أخذه الضحك الطفولي بعين الاعتبار.
4- فوراستيي : قطع الحتمية أساس الضحك
في كتابه "الضحك" يهتم جان فوراستيي بالضحك باعتباره " وسيلة للكلام والتفكير والتواصل" يستعمله الإنسان للتعبير عن كل الأشياء بما في ذلك الإحساس المأساوي بالألم . ولهذا علاقة بجانب مهم قلما تم الانتباه إليه في ظاهرة سيكولوجية وسوسيولوجية حيث بين أن دماغ الإنسان يتكون من قارتين تلعبان أدواراً متكاملة في ما يخص إرسال واستقبال المعلومات ومعالجتها بطرق مختلفة حددها في أربعة هي : النوح , المضحك , المعقلن والمعاينة , فالضحك يشكل , إذن إحدى هذه الوسائل التي يعالج بها الإنسان القضايا التي يستقبلها دماغه ليحقق تواصله مع الآخرين . إلا أن السؤال الذي يبقى مطروحاً هو ما الذي يجعلنا نستعمل وسيلة الضحك ؟ أو بعبارة أخرى : ما الذي يفسر هذه الظاهرة التي لها أصل في الدماغ الإنساني ؟ يرى فوراستيي أن المقولة البرغسونية " الآلي في الحيوي" غير صالحة , ويقترح , بدلاً عنها , مقولة قطع الحتمية . والمقصود بهذه المقولة أن العادة جعلت الإنسان يبني داخل دماغه تخطيطاً تمثيلياً للواقع الذي يشاهده , من ثم يصبح قادراً على التنبؤ بالأشياء . هذه العادة أو هذه التجربة هي ما يسمى بالحتمية , لكن الأشياء لا تقع دائماً كما نتصورها أو كما نتنبأ بها مما يترتب عنه قطع الحتمية من شأنه أن يخلق لدينا خوفاً أو قلقاً أو انتظاراً أو اضطراباً . ولكي يصبح هذا القطع الذي مصدره تنبؤ خاطئ مضحكاً , لابد أ ينشأ عنه تنبؤ جديد أكثر طمأنينة وتأكيداً يتحقق معه نوع من الأمن المادي والعقلي . لذا فأننا "نضحك عندما تسند الوضعية غير المعتادة بتنبؤ مؤكد".
الضحك سلوك بشري يتحكم فيه وينظمه المخ
مسببات الضحك أو الدوافع للضحك :
هناك العديد من النظريات والأبحاث ووجهات النظر التي تبحث في الدوافع المسببة للضحك , إلا أننا سوف نركز على ثلاث نظريات تكاد تكون رئيسية في هذا المجال .
نظرية التفوق :
وقد نادى بها الفلاسفة اليونانيين مثل أرسطو وأفلاطون والتي ترى أن الضحك مثلاً ينتج عندما نرى شخصاً يتصرف بغباء أو أن شكله وملامح وجه غير متسقة فهذه الأشياء تشعرنا بتفوقنا من الناحية الفكرية والخلقية وهذا يعطينا شعور بالغبطة والسرور وهنا يأتي فعل الضحك .
نظرية التعارض أو التضارب :
وهي تقوم على أن هناك تعارض بين المقدمة والنتيجة . وهذا ما ذهب إليه الباحث في سيكولوجية الضحك توماس متش, الذي يرى التعارض والتناقض الفجائي بين المقدمة والنتيجة غير الموائمة مع المقدمة أو العلاقة اللامنطقية بين الاثنين .
نظرية الارتياح relief Theory :
قد يكون الباحث للضحك حسب نظرية الارتياح أي التعرض لموقف مقلق أو حرج أو خطر ثم ينجو من هذا الموقف ستكون رد فعله هو الضحك .
* للضحك وظيفة اجتماعية أي أنها تعني إعطاء معلومات أو معرفة للآخرين .
* للضحك أسباب مادية أي للإنتاج الضحك هناك عدة عوامل :
1. عوامل مادية أي ملموسة مثل : الدغدغة أي ملامسة الجسم في مناطق معينة من الجسم مثل العظمة المرحة Alnar - nerve تنتج الضحك , على أن تكون الدغدغة صادرة من شخص أخر .
2. تناول أشياء مثل غاز الضحك , أو مواد مخدرة مثل الحشيش .
3. عوامل أو دوافع معنوية أي تقوم على تفسير المخ لهذه العوامل , ووصول الحدث أو المعلومة أو النكتة عبر حواس الإنسان : العين والأذن , فالعين ترى أحداث مرئية دون كلام قد تكون باعثة للضحك مثل أعمال شارلي شابلن السينمائية التي تعتمد على الحركة الميكانيكية , وهذا تفسير لنظرية الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون في كتابه الشهير " الضحك " . والذي يرى ما يلي :
أولاً : أن الإنسان هو الكائن الوحيد في هذا العالم الذي يضحك ويُضحك . أي لا يُضحك إلا ما هو إنساني .
ثانياً : إن تحول الإنسان إلى ما يشبه في حركاته الآلة أو تكون حركته ميكانيكية سيكون هذا باعثاً للضحك , فمثلاً لو أن شخصاً يمر أمامك وفجأة سقط أو تعثر سيكون هذا باعثاً للضحك لأنه تحول فجأة إلى ما يشبه الحركة الآلية .
ثالثاً : يقول الباحث توماس ڤـنش أن الباعث للضحك هو التناقض بين المقدمة والنتيجة
ما هي مادة الضحك :
ذلك أن موضوع الضحك أو مسببه أو مادته متصل وتنتقل إلى المخ بحاستين السمع والبصر لأن كل ما هو مثير للضحك موجود في الفعل (الحركة) والقول نكتة مثلاً .
* يعبر الضحك عن الاستهزاء بما يعكس الابتسام تعبير طبيعياً عن اللذة وبصفة خاصة العاطفية والمحبة والتشجيع .
الضحك بشكل مخجل انعدام القدرة على التحكم في الجسد .
خصائص الضحك :
للضحك عناصر أساسية في تكوينه , ومن أهم هذه العناصر أو المزايا الرئيسية أن الضحك مثل الأنفلونزا معد فعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب الوجه وبالتالي تنتقل عدوى الضحك لمن حوله , فعندما نسمع أو نرى الآخرين يضحكون فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح نشطة مما يلهمنا أو يجعلنا نبتسم أ نضحك دون أن نعي سبب الضحك , إن الإنسان يبدأ بالضحك منذ الطفولة أي عندما يبلغ الأسبوع العاشر من عمره بعد ذلك بسته أسابيع يضحك مرة كل أربع دقائق الأمر الذي يبين أهمية الضحك للإنسان حتى ينمو بشكل طبيعي وصحي , وبناء عليه فإنه يمكن اعتبار الأطفال هم " أبطال الضحك" في العالم إذ أن الطفل يضحك على الأقل 400 مرة في اليوم .
إن عدوى الضحك باعتبارها عنصر أساسي في تكوين أو إنتاج الضحك كانت وراء فكرة إنشاء أندية للضحك , ففي الهند يوجد أكثر من 200 نادي للضحك يعتمد على هذه الخاصية وهي وجود عدد من الناس في هذا المنتدى يضحكون لمجرد ضحك الآخرين , كما ثبت أن الإنسان يضحك لوحده 17 مرة تقريباً بينما يضحك أكثر من 30 مرة إذا كان في مجموعة من الناس أو الأصدقاء .
الخاصية الثانية للضحك وهي أن الضحك مثل البصمة لدى الإنسان أي لا توجد ضحكات متشابهة .
الخاصية الثالثة : وهو أن الضحك يرفع مستويات إفراز الأندروفين والهرمونات الأخرى التي تحدث شعوراً بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات المصاحبة للتوتر , حيث أن الضحك الصادر عن إرادة صادقة ودوافع فعلية يؤدي إلى توسيع حجم الرئتين ويساهم في تسريع عملية تبادل الأكسجين خلال عملية التنفس فضلاً عن أنه ينظم الدورة الدموية وضغط الدم ويزيد من هرمونات الجسم الخاصة بالشعور بالسعادة وتخفيف الألم كما أن الضحك في حدوده المعقولة يحرك أكثر من 100 عضلة في الجسم خلال عملية الضحك من بينها 15 عضلة في الوجه .
وفي هذا الصدد أظهرت دراسة علمية حديثة بأن الضحك يحقق المزيد من الفائدة للجسم باعتباره رياضة حقيقية يمارسها الجسم من الداخل , وقد أجريت تجربة على فريقين من الناس . فريق شاهد فيلم رعب والفريق الأخر شاهد فيلماً كوميدياً.
أظهرت الدراسة العلمية أن الفريق الذي شاهد فيلم الرعب أبطأ في سرعة تدفق الدم إلى القلب بنسب 35% بينما الفريق الذي شاهد فيلماً كوميدياً فالضحك ومشاعر البهجة زاد من تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22% .
وتؤكد الدراسة أن الضحك مرتبط بالجزء الأيسر للمخ والذي يجعل الجسم يفرز هرمون " الدوبامين" المسئول عن الشعور بالنشوة والبهجة .
مسببات الضحك أو إنتاج الضحك
هناك أسباب مادية ومعنوية لفعل الضحك , فالضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً على الإنسان في صورة مرح وفرح وسرور.
وتتعدد مسببات الضحك التي توصف بأنها رد فعل فسيولوجي نتيجة لمرور بخبره ما مثل سماع نكته أو عند سماع مداعبة أو المرور بمشاهدة مثيرة للضحك ووفق النظريات التي تم الحديث عنها وهى أسباب معنوية أما الأسباب المادية المسببة لفعل الضحك مثل استنشاق بعض المواد الكيميائية مثل الأكسيد النتري (nitrous oxide) الغاز المضحك والذي نتج من الضحك الهستيري أو تعاطي بعض العقاقير مثل الحشيش مثلاً وقد تتسبب نوبات الضحك القوية في إفراز العين للدموع وبعض الألأم البسيطة في العضلات كاستجابة لهذه الحالة الشعورية القوية.
كما يشعر الإنسان بالرغبة في الضحك عند مداعبة شخص أخر بالملامسة الجسدية الدغدغة والملامسة الجسدية أي الدغدغة إذا قام بها شخص أخر يكمن فيها عنصر المفاجأة , والتفاعل الاجتماعي التي يفتقدها المخ أثناء هذه العملية أما إذا قمت أنت بنفسك بدغدغة نفسك فإن المخ على دراية كاملة بما يحدث للجسم فهنا ينعدم عنصر التفاعل الاجتماعي و المفاجأة ولهذا لا يتم فعل الضحك . وهذا مسئول عنه المنطقة الخلفية بالمخ والتي تسمى cerebellum وتختص بمراقبة الحركة وهذه المنطقة يمكنها التنبؤ بالإحساس عندما تسببه حركة الجسم نفسه ولكنها غير قادره على التنبؤ بهذا الإحساس اذا صدر عن مصدر خارجي فالشخص عندا يقوم بدغدغة نفسه فان المخ يتنبأ بهذا الإحساس .
أنماط الضحك :
ليس الضحك مجرد ظاهرة بشرية اختص بها البشر , ولكنه فضيلة إنسانية خص بها الله ذلك المخلوق البشري دون غيره من سائر المخلوقات , عساه يستطيع أن يواجه بها تحديثات الزمن وتقلباته وظروف الحياة وصعابها , فضلاً عما يتهدده من شبح الفناء , إذاً الضحك بما يحتويه من تناقضات ومسببات وآلياته السيكولوجية والفسيولوجية هو ما لا يعرفه إلا الإنسان , تتواجد أنواعاً من الضحك به حالات الحزن والألم والتعاسة والعبوس والهم والقلق والبكاء والمرارة مما ينتاب الإنسان في رحلة حياته .
وهذا ما عبر عنه "فريدريك وليم نيتشه" الفيلسوف الألماني بقوله : "أنني لا أعرف تماماً لماذا كان الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يضحك ؟ فإنه لما كان الإنسان هو أعمق الموجودات شعوراً بالألم كان لابد له من أن يخترع الضحك " .
فالضحك ظاهرة بشرية بالغة التعقيد ومتداخلة في مسبباته وآلياته وأنماطه .
فالضحك ضحوك عدة إذا صح التعبير , فالإنسان يضحك لأسباب كثيرة تشكل هذه الأسباب نمط أو شكل الضحك أو نوعيته .
فهناك ضحك العطف أو المودة , والسرور والرضا وهناك ضحك السخرية والازدراء , وضحك المزاح والطرب .
وهناك ضحك العجب والإعجاب , وضحك لشماتة والعداوة وضحك المفاجأة والدهشة وهناك الضحك الهستيري وضحك السذاجة والبلاهة , الانتصار , الترحيب , والتهكم , الضحكة الصفراء .
ومثلما توجد العديد من أنماط الضحك فهناك العديد من أساليب التعبير الفكاهي أو محفزات الضحك .
مثل أسلوب القلب أو العكس , والمقالب , والملاحظة اللاذعة والظن المختلف , والنادرة والكلمة التي تقال وتفهم على معنيين وتكرار الكلمة والعثرة اللسانية والصورة الهزلية .
ومثلما هناك اختلاف في أنماط الضحك وفي أساليب التعبير الفكاهي . هناك أيضاًَ اختلافاً في طريقة الضحك , فقد أظهرت بعض الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن الضحك يوجد فيه اختلاف حسب نوع الإنسان , أي أنه يختلف ما بين الذكور والإناث من حيث تقبل مثيراته أو اختلاف في طريقة الضحك نفسها , فالمرأة تصدر أصوات فيها نغم وصوت حاد أما الرجل فأصوات ضحكاته غليظة وغير منتظمة , والضحك بدوره درجات فقد يضحك الإنسان دون أن يصدر صوتاً مميزاً , ثم إذا اشتد ضحكه تغير شكل الفم وانبعثت منه أصوات خاصة هي أوضح إمارات الضحك , أما إذا كانت موجة الضحك عنيفة فلابد أن تظهر هذه التغيرات بوضوح في كل ملامح الوجه , بل ربما تمتد التأثيرات إلى صدور أصوات معينة هي ما نعرفه " بالقهقهة" .
ويلخص أبو منصور الثعالبي مراحل هذا الشعور الإنساني بقوله : " إن التبسم هو أول مراتب الضحك , ثم الإهلاس وهو إخفاء الضحك , ثم الافترار والانكلال وهما الضحك الحسن , ثم الكتكتة وهي أشد , تليها القهقهة , ثم الكركرة, ثم الاستغراب , ثم الطخطخة ثم الإهزاق , فالزهزقة هي آخر المراتب, وهي أن يذهب الضحك بالمرء كل مذهب .
هناك عدة صور للضحك منها :
النادرة : وهي الخبر القصير أو القصة القصيرة الضاحكة .
الدعابة : وهي مداعبة الآخرين بما يدعو إلى الابتسام الخفيف .
المزاح : وهو وسط بين الدعابة والضحك .
النكتة : فن من أوجز فنون القول يثير في النفس فجأة الضحك .
السخرية : من أصعب أنواع الفكاهة تحتاج ذكاء ودهاء , مثل الهجاء والسخرية محمودة إذا تهدف إلى المقاومة العادات الذميمة ولكنها مذمومة إذا كانت تنال من الآخرين والحط من كرامتهم .
الكاريكاتير: وإن كان بعض رسومه فيه سخرية من بعض الأشخاص بالكلام أو الرسم مما لا يجوز في الإسلام .
الضحك عند الحيوانات :
الضحك لا يقتصر على الجنس البشري فقط , على الرغم من ملاحظة الفيلسوف "أرسطو" التي يقول فيها : " الذي يضحك فقط هو الحيوان البشري" .
وفد يكون الفارق بين ضحك الإنسان والحيوان مثل الشمبانزي , هي التكيفات التي توضع للإنسان من أجل أن يصدر الكلام . وعلى جانب آخر كان هناك رأي لبعض الأخصائيين النفسيين المختصين بالسلوك يرجعون خروج الضحك من الإنسان يعتمد على الإدراك الذاتي بموقف افرد أو بالقدرة على التنبؤ بسلوك شخص أخر , لذا فأن الحيوان لا يضحك بنفس الطريقة التي يضحك بها البشر .
توصلت بعض الأبحاث التي أجريت عن الضحك بين الحيوانات, إلى وجود بعض الجزئيات التي تخفف من حدة الاكتئاب وبعض الاضطرابات المتصلة بالقصور في وظائف المخ وتغير في الحالات المزاجية .
1. رتبة الثدييات التي تشمل القردة (غير الإنسان) :
الثدييات بخلاف الإنسان من القردة مثل : الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب(ضرب من القردة العليا الشبيهة بالإنسان في بورنيو وسومطرة تصدر أصواتاً للضحك استجابة لبعض الملامسات الجسدية مثل المداعبة أو لعب في شكل مطاردات أو مصارعة) .
وقد لا يستطيع الإنسان معرفة الضحك الشمبانزي لأنه في مجملة عبارة عن إخراج الأنفاس وإدخالها (الشهيق والزفير) , أي أن ضحكها شبيه بعملية التنفس أو اللهاث . وهناك أمثلة عديدة توضح أن القردة تعبر عن مرحها مثل الإنسان , حيث تم إجراء دراسة على أطفال حديثي الولادة وعلى صغار الشمبانزي والذين تمت مداعبتهم جسدياً , وعلى الرغم من اختلاف نغمة الصوت التي كانت نبرتها أعلى عند صغار الشمبانزي إلا أنهما تشابها في التعبيرات الوجهية . كما أن الطفل البشري الصغير يستثار من نفس الناطق التي تحفز الشمبانزي على الضحك تحت الإبط ومنطقة البطن ، والاستمتاع بالمداعبة الجسدية لا تقل عند الشمبانزي كلما تقدم به العمر .
2. الفئران :
تم اكتشاف أن الفئران تصدر صوتاً أثناء فترات اللعب والمرح وفي حالة المداعبة الجسدية . ووصف الصوت الذي تصدره بـ" السقسقة" وهو صوت ضعيف جداً لا يستطيع الإنسان سماعه إلا بأدوات خاصة . كما تم اكتشاف أن الفأر مثل الإنسان يستثار بالمداعبة الجسدية من خلال جلده في مناطق معينة من جسده, وهذا الضحك مرتبط بوجود مشاعر وعواطف وروابط إيجابية بين الحيوان وبين الإنسان الذي يقوم بمداعبته مما يؤدي إلى بحث الفأر عن مزيد من هذه المداعبة .
ووجد أن الاستجابة الإيجابية لمزيد من المداعبة ترجمت في شكل رغبة الفئران في مزيد من المرح واللعب وفي قضاء وقت أطول مع الفئران الأخرى الضاحكة.
وعلى عكس الشمبانزي , فكلما تقدم العمر بالفئران كلما قلت حساسية الجلد عند المداعبة الجسدية . وقد قام كلاً من (Jack Panksepp & Jeff Burgdorf) بعمل بحث لتتبع المنشأ البيولوجي للفرح وللعمليات الاجتماعية في المخ من خلال مقارنة الفئران بمجتمع الأطفال الصغار وممارستهم للمرح في مناخ اللعب . وعلى الرغم من عدم مقدرة البحث على إثبات أن الفئران لديها روح المداعبة , إلا أنهما أشارا إلى قدرة الفئران على الضحك والتعبير عنه .
وفي دراسة أخرى , تم التوصل إلى أن الفئران تصدر أصوات "السقسقة" قبل لعب المصارعة أو أخذ المورفين أو القيام بممارسة النشاط الجنسي ويفسر هذا الصوت على أنه توقع لشيء إيجابي يتم مكافأتهم به .
3. الكلاب :
ضحك الكلاب يشبه إلى حد كبير اللهاث الطبيعي , وبتحليل اللهاث بواسطة مسمة الطيف (Spectrograph) فقد وجد أن طريقة التعبير عن اللهاث له درجات مختلفة مجموعها ينتج عنه ما يسمى بضحك الكلاب . وقد تم تسجيل الأصوات الضاحكة لبعض من الكلاب وبمجرد إعادة تشغيلها لهم يبدؤون في اللعب والمرح وتخفض من معدل الضغوط لديهم , كما تدعم السلوك الاجتماعي لديهم من الاقتراب واللعق باللسان .
وقد قام كل من العلماء الثلاثة : سيمونت وفيرستيج وستوري بإجراء ملاحظة على حوالي (120) كلباً تتراوح أعمارهم ما بين (4) أشهر إلى (10) سنوات من خلال إجراء مقارنة ما بين فريقين الأول قام بسماع ما تم تسجيله من ضحك الكلاب والفريق الثاني لم يقم بسماع مثل هذا التسجيل . وفي هذا البحث تم قياس السلوك التالية للكلاب : اللهاث , التذمر , سيلان اللعاب , العدو , النباح , الجلوس خوفاً من شيء أو من البرد , الاندفاع , اللعب بالمخالب ... وقد أسفرت الملاحظة عن نتائج إيجابية عند سماعهم لما هو مسجل من الضحكات , ومن هذه النتائج الإيجابية :
- انخفاض ملحوظ في السلوك المتصل بالضغوط .
- زيادة حركة الذيل في الارتفاع والانخفاض .
- حركة الوجه (كأن الكلب في حالة مرح) بمجرد سماع صوت الضحك .
- إظهار سلوك اجتماعي إيجابي بشكل متكرر .
ومن هنا توصل البحث إلى أن الضحك يزيد من هدوء الكلب , ويسهل حينها السيطرة عليهم وتلقي التدريبات .
فوائد الضحك :
قالت الخبيرة الألمانية في علم النفس والطب البشري سوساني لايننيغ إنه لا يوجد علاج مجاني وتتوفر باستمرار مدى علاج الضحك,مؤكدة على أن فائدة دقيقة واحدة من الضحك تضاهي أكثر من 45 دقيقة من الاسترخاء,وأن للضحك مؤثرات إيجابية وقيمة على مختلف أنواع الأمراض وتساعد على التعافي بسرعة.
كما توصلت دراسة الجامعة الأمريكية إلى أن الضحك أفضل دواء وان مجرد التطلع إلى حدث ايجابي مضحك أو مشاهدة تجربة مضحكة
يعزز جهاز المناعة لدى الإنسان ويقلل من موجات التوتر العصبي.
وخفض إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات القلق والتوتر والاكتئاب.
من فوائد الضحك في إيجاز:
- الضحك يفيد الجسم والعقل.
- يحقق السعادة والسلام النفسي.
- يمنحك التجدد.
- يقلل من الضغوط.
- يزيد من قدرتك على التأمل والاسترخاء.
- يقوى جهاز المناعة ووسائل الدفاع الطبيعية الموجودة في الجسم.
- يزيد من قدرتك على التحدث إلى الآخرين بلباقة.
-يطور من شخصيتك وقدرتك على القيادة.
- يجعلك تبدو أكثر شباباً.
- ينمى روح المشاركة و روح العمل الجماعي .
- يعطي الشخص الثقة بالنفس .
- ينمي قدرة الشخص الإبداعية.
-يرفع من روحك المعنوية .
- يجعلك تفكر بشفافية .
- يخرجك من دائرة الروتين.
- تتلألأ عينيك عندما تضحك وتصبح أكثر وسامة.
- يرفع من مستوى أدائك العقلي و من قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة و يقوي الذاكرة.
- يجدد الطاقة.
- يحطم طبيعتك المتحفظة.
- يذكرك دائماً بالصورة الأشمل والأعم في حياتك أي تفكر وترسم لمستقبلك.
ولا يوصى بالضحك لـ :
على الرغم من فوائد الضحك الجمة وخاصة للقلب, إلا أنه في بعض الأحيان يسبب مشاكل صحية خطيرة ومنها السكتة الدماغية وأزمات القلب , فتوجد بعض الحالات التي يوصى فيها بعدم الضحك وتجنبه .
- عقب جراحة في البطن , لأن الضحك قد ينجم عنه فك غرز الخياطة الجراحية .
- مريض الفتق .
- مريض البواسير في مرحلة متقدمة .
- مضاعفات لاضطرابات في العين .
- المرأة الحامل , وخاصة إذا كانت هناك بعض العوامل التي تهدد بعدم أمان الأم أو جنينها .
- مرض الدرن , التهاب الشعب الهوائية المزمن , مرضى عدوى الجهاز التنفسي والحالات التي يكون فيها السعال مصحوباً ببلغم والذي يؤدي إلى نشر العدوى .
الضحك غير الطبيعي :
يعي مخ الإنسان بالحالات غير الطبيعية التي يمر بها الفرد , ويستطيع التفريق بينها . وكذا الحال مع الضحك الطبيعي والضحك غير الطبيعي , حيث نجد أن الضحك المرضي إن جاز القول يكون مصاحباً للحالات التالية :
- تلف في أنسجة المخ , من الممكن أن يتسبب في حالة الضحك غير الطبيعي .
- بعض أورام المخ .
- بعض أنواع الحول .
- بعض الاضطرابات النفسية مثل العته أو الهستيريا .
- الصرع .
ومن الآثار السلبية التي يولدها الضحك غير الطبيعي " إغماء الضحك" التي يفقد فيها الإنسان وعيه من شدة الضحك .
أقوال في الضحك :
* قديماً قالوا : الضحك فرج النفس , فمتى استطعنا الضحك استطعنا الحياة .
* الأفضل أن تثير الضحك من أن تثير الاشمئزاز .
* ليس هناك من عقوبة إطلاقاً إذا جعلت الآخرين يموتون من الضحك . (مثل صيني)
* إن يوماً لا تضحك فيه هو يوم ضائع . (مثل فرنسي)
* الإنسان الذي يحب الضحك له أسنان بيضاء .
* إذا أردت أن تضحك الناس عليك فيجب أن يكون وجهك صارماً جاداً .
* إذا كانت الحياة هي الفردوس المفقود فإن الضحك هو الفردوس المستعاد . (شارل لالو) .
* إن الضحك في جوهره يشبه التفريخ للطاقة العصبية البالغة القوة التي لا تجد متنفساً آخر لها . (هربرت سبنسر)
* كما أن هناك اختلافات في اللغة من وطن لآخر هناك اختلافات في الفكاهة والنكات من وطن لأخر . (جان بياجيه) .
هناك العديد من النظريات والأبحاث ووجهات النظر التي تبحث في الدوافع المسببة للضحك , إلا أننا سوف نركز على ثلاث نظريات تكاد تكون رئيسية في هذا المجال .
نظرية التفوق :
وقد نادى بها الفلاسفة اليونانيين مثل أرسطو وأفلاطون والتي ترى أن الضحك مثلاً ينتج عندما نرى شخصاً يتصرف بغباء أو أن شكله وملامح وجه غير متسقة فهذه الأشياء تشعرنا بتفوقنا من الناحية الفكرية والخلقية وهذا يعطينا شعور بالغبطة والسرور وهنا يأتي فعل الضحك .
نظرية التعارض أو التضارب :
وهي تقوم على أن هناك تعارض بين المقدمة والنتيجة . وهذا ما ذهب إليه الباحث في سيكولوجية الضحك توماس متش, الذي يرى التعارض والتناقض الفجائي بين المقدمة والنتيجة غير الموائمة مع المقدمة أو العلاقة اللامنطقية بين الاثنين .
نظرية الارتياح relief Theory :
قد يكون الباحث للضحك حسب نظرية الارتياح أي التعرض لموقف مقلق أو حرج أو خطر ثم ينجو من هذا الموقف ستكون رد فعله هو الضحك .
* للضحك وظيفة اجتماعية أي أنها تعني إعطاء معلومات أو معرفة للآخرين .
* للضحك أسباب مادية أي للإنتاج الضحك هناك عدة عوامل :
1. عوامل مادية أي ملموسة مثل : الدغدغة أي ملامسة الجسم في مناطق معينة من الجسم مثل العظمة المرحة Alnar - nerve تنتج الضحك , على أن تكون الدغدغة صادرة من شخص أخر .
2. تناول أشياء مثل غاز الضحك , أو مواد مخدرة مثل الحشيش .
3. عوامل أو دوافع معنوية أي تقوم على تفسير المخ لهذه العوامل , ووصول الحدث أو المعلومة أو النكتة عبر حواس الإنسان : العين والأذن , فالعين ترى أحداث مرئية دون كلام قد تكون باعثة للضحك مثل أعمال شارلي شابلن السينمائية التي تعتمد على الحركة الميكانيكية , وهذا تفسير لنظرية الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون في كتابه الشهير " الضحك " . والذي يرى ما يلي :
أولاً : أن الإنسان هو الكائن الوحيد في هذا العالم الذي يضحك ويُضحك . أي لا يُضحك إلا ما هو إنساني .
ثانياً : إن تحول الإنسان إلى ما يشبه في حركاته الآلة أو تكون حركته ميكانيكية سيكون هذا باعثاً للضحك , فمثلاً لو أن شخصاً يمر أمامك وفجأة سقط أو تعثر سيكون هذا باعثاً للضحك لأنه تحول فجأة إلى ما يشبه الحركة الآلية .
ثالثاً : يقول الباحث توماس ڤـنش أن الباعث للضحك هو التناقض بين المقدمة والنتيجة
ما هي مادة الضحك :
ذلك أن موضوع الضحك أو مسببه أو مادته متصل وتنتقل إلى المخ بحاستين السمع والبصر لأن كل ما هو مثير للضحك موجود في الفعل (الحركة) والقول نكتة مثلاً .
* يعبر الضحك عن الاستهزاء بما يعكس الابتسام تعبير طبيعياً عن اللذة وبصفة خاصة العاطفية والمحبة والتشجيع .
الضحك بشكل مخجل انعدام القدرة على التحكم في الجسد .
خصائص الضحك :
للضحك عناصر أساسية في تكوينه , ومن أهم هذه العناصر أو المزايا الرئيسية أن الضحك مثل الأنفلونزا معد فعندما يضحك الإنسان أو يبتسم فإنه يخرج طاقة التوتر من عضلات وأعصاب الوجه وبالتالي تنتقل عدوى الضحك لمن حوله , فعندما نسمع أو نرى الآخرين يضحكون فإن المناطق التي تسيطر على الضحك والابتسامة في دماغنا تصبح نشطة مما يلهمنا أو يجعلنا نبتسم أ نضحك دون أن نعي سبب الضحك , إن الإنسان يبدأ بالضحك منذ الطفولة أي عندما يبلغ الأسبوع العاشر من عمره بعد ذلك بسته أسابيع يضحك مرة كل أربع دقائق الأمر الذي يبين أهمية الضحك للإنسان حتى ينمو بشكل طبيعي وصحي , وبناء عليه فإنه يمكن اعتبار الأطفال هم " أبطال الضحك" في العالم إذ أن الطفل يضحك على الأقل 400 مرة في اليوم .
إن عدوى الضحك باعتبارها عنصر أساسي في تكوين أو إنتاج الضحك كانت وراء فكرة إنشاء أندية للضحك , ففي الهند يوجد أكثر من 200 نادي للضحك يعتمد على هذه الخاصية وهي وجود عدد من الناس في هذا المنتدى يضحكون لمجرد ضحك الآخرين , كما ثبت أن الإنسان يضحك لوحده 17 مرة تقريباً بينما يضحك أكثر من 30 مرة إذا كان في مجموعة من الناس أو الأصدقاء .
الخاصية الثانية للضحك وهي أن الضحك مثل البصمة لدى الإنسان أي لا توجد ضحكات متشابهة .
الخاصية الثالثة : وهو أن الضحك يرفع مستويات إفراز الأندروفين والهرمونات الأخرى التي تحدث شعوراً بالمتعة والاسترخاء وتخفض إفراز الهرمونات المصاحبة للتوتر , حيث أن الضحك الصادر عن إرادة صادقة ودوافع فعلية يؤدي إلى توسيع حجم الرئتين ويساهم في تسريع عملية تبادل الأكسجين خلال عملية التنفس فضلاً عن أنه ينظم الدورة الدموية وضغط الدم ويزيد من هرمونات الجسم الخاصة بالشعور بالسعادة وتخفيف الألم كما أن الضحك في حدوده المعقولة يحرك أكثر من 100 عضلة في الجسم خلال عملية الضحك من بينها 15 عضلة في الوجه .
وفي هذا الصدد أظهرت دراسة علمية حديثة بأن الضحك يحقق المزيد من الفائدة للجسم باعتباره رياضة حقيقية يمارسها الجسم من الداخل , وقد أجريت تجربة على فريقين من الناس . فريق شاهد فيلم رعب والفريق الأخر شاهد فيلماً كوميدياً.
أظهرت الدراسة العلمية أن الفريق الذي شاهد فيلم الرعب أبطأ في سرعة تدفق الدم إلى القلب بنسب 35% بينما الفريق الذي شاهد فيلماً كوميدياً فالضحك ومشاعر البهجة زاد من تدفق الدم إلى القلب بنسبة 22% .
وتؤكد الدراسة أن الضحك مرتبط بالجزء الأيسر للمخ والذي يجعل الجسم يفرز هرمون " الدوبامين" المسئول عن الشعور بالنشوة والبهجة .
مسببات الضحك أو إنتاج الضحك
هناك أسباب مادية ومعنوية لفعل الضحك , فالضحك هو شكل من أشكال التعبير الذي يظهر خارجياً على الإنسان في صورة مرح وفرح وسرور.
وتتعدد مسببات الضحك التي توصف بأنها رد فعل فسيولوجي نتيجة لمرور بخبره ما مثل سماع نكته أو عند سماع مداعبة أو المرور بمشاهدة مثيرة للضحك ووفق النظريات التي تم الحديث عنها وهى أسباب معنوية أما الأسباب المادية المسببة لفعل الضحك مثل استنشاق بعض المواد الكيميائية مثل الأكسيد النتري (nitrous oxide) الغاز المضحك والذي نتج من الضحك الهستيري أو تعاطي بعض العقاقير مثل الحشيش مثلاً وقد تتسبب نوبات الضحك القوية في إفراز العين للدموع وبعض الألأم البسيطة في العضلات كاستجابة لهذه الحالة الشعورية القوية.
كما يشعر الإنسان بالرغبة في الضحك عند مداعبة شخص أخر بالملامسة الجسدية الدغدغة والملامسة الجسدية أي الدغدغة إذا قام بها شخص أخر يكمن فيها عنصر المفاجأة , والتفاعل الاجتماعي التي يفتقدها المخ أثناء هذه العملية أما إذا قمت أنت بنفسك بدغدغة نفسك فإن المخ على دراية كاملة بما يحدث للجسم فهنا ينعدم عنصر التفاعل الاجتماعي و المفاجأة ولهذا لا يتم فعل الضحك . وهذا مسئول عنه المنطقة الخلفية بالمخ والتي تسمى cerebellum وتختص بمراقبة الحركة وهذه المنطقة يمكنها التنبؤ بالإحساس عندما تسببه حركة الجسم نفسه ولكنها غير قادره على التنبؤ بهذا الإحساس اذا صدر عن مصدر خارجي فالشخص عندا يقوم بدغدغة نفسه فان المخ يتنبأ بهذا الإحساس .
أنماط الضحك :
ليس الضحك مجرد ظاهرة بشرية اختص بها البشر , ولكنه فضيلة إنسانية خص بها الله ذلك المخلوق البشري دون غيره من سائر المخلوقات , عساه يستطيع أن يواجه بها تحديثات الزمن وتقلباته وظروف الحياة وصعابها , فضلاً عما يتهدده من شبح الفناء , إذاً الضحك بما يحتويه من تناقضات ومسببات وآلياته السيكولوجية والفسيولوجية هو ما لا يعرفه إلا الإنسان , تتواجد أنواعاً من الضحك به حالات الحزن والألم والتعاسة والعبوس والهم والقلق والبكاء والمرارة مما ينتاب الإنسان في رحلة حياته .
وهذا ما عبر عنه "فريدريك وليم نيتشه" الفيلسوف الألماني بقوله : "أنني لا أعرف تماماً لماذا كان الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يضحك ؟ فإنه لما كان الإنسان هو أعمق الموجودات شعوراً بالألم كان لابد له من أن يخترع الضحك " .
فالضحك ظاهرة بشرية بالغة التعقيد ومتداخلة في مسبباته وآلياته وأنماطه .
فالضحك ضحوك عدة إذا صح التعبير , فالإنسان يضحك لأسباب كثيرة تشكل هذه الأسباب نمط أو شكل الضحك أو نوعيته .
فهناك ضحك العطف أو المودة , والسرور والرضا وهناك ضحك السخرية والازدراء , وضحك المزاح والطرب .
وهناك ضحك العجب والإعجاب , وضحك لشماتة والعداوة وضحك المفاجأة والدهشة وهناك الضحك الهستيري وضحك السذاجة والبلاهة , الانتصار , الترحيب , والتهكم , الضحكة الصفراء .
ومثلما توجد العديد من أنماط الضحك فهناك العديد من أساليب التعبير الفكاهي أو محفزات الضحك .
مثل أسلوب القلب أو العكس , والمقالب , والملاحظة اللاذعة والظن المختلف , والنادرة والكلمة التي تقال وتفهم على معنيين وتكرار الكلمة والعثرة اللسانية والصورة الهزلية .
ومثلما هناك اختلاف في أنماط الضحك وفي أساليب التعبير الفكاهي . هناك أيضاًَ اختلافاً في طريقة الضحك , فقد أظهرت بعض الدراسات المتخصصة في هذا المجال أن الضحك يوجد فيه اختلاف حسب نوع الإنسان , أي أنه يختلف ما بين الذكور والإناث من حيث تقبل مثيراته أو اختلاف في طريقة الضحك نفسها , فالمرأة تصدر أصوات فيها نغم وصوت حاد أما الرجل فأصوات ضحكاته غليظة وغير منتظمة , والضحك بدوره درجات فقد يضحك الإنسان دون أن يصدر صوتاً مميزاً , ثم إذا اشتد ضحكه تغير شكل الفم وانبعثت منه أصوات خاصة هي أوضح إمارات الضحك , أما إذا كانت موجة الضحك عنيفة فلابد أن تظهر هذه التغيرات بوضوح في كل ملامح الوجه , بل ربما تمتد التأثيرات إلى صدور أصوات معينة هي ما نعرفه " بالقهقهة" .
ويلخص أبو منصور الثعالبي مراحل هذا الشعور الإنساني بقوله : " إن التبسم هو أول مراتب الضحك , ثم الإهلاس وهو إخفاء الضحك , ثم الافترار والانكلال وهما الضحك الحسن , ثم الكتكتة وهي أشد , تليها القهقهة , ثم الكركرة, ثم الاستغراب , ثم الطخطخة ثم الإهزاق , فالزهزقة هي آخر المراتب, وهي أن يذهب الضحك بالمرء كل مذهب .
هناك عدة صور للضحك منها :
النادرة : وهي الخبر القصير أو القصة القصيرة الضاحكة .
الدعابة : وهي مداعبة الآخرين بما يدعو إلى الابتسام الخفيف .
المزاح : وهو وسط بين الدعابة والضحك .
النكتة : فن من أوجز فنون القول يثير في النفس فجأة الضحك .
السخرية : من أصعب أنواع الفكاهة تحتاج ذكاء ودهاء , مثل الهجاء والسخرية محمودة إذا تهدف إلى المقاومة العادات الذميمة ولكنها مذمومة إذا كانت تنال من الآخرين والحط من كرامتهم .
الكاريكاتير: وإن كان بعض رسومه فيه سخرية من بعض الأشخاص بالكلام أو الرسم مما لا يجوز في الإسلام .
الضحك عند الحيوانات :
الضحك لا يقتصر على الجنس البشري فقط , على الرغم من ملاحظة الفيلسوف "أرسطو" التي يقول فيها : " الذي يضحك فقط هو الحيوان البشري" .
وفد يكون الفارق بين ضحك الإنسان والحيوان مثل الشمبانزي , هي التكيفات التي توضع للإنسان من أجل أن يصدر الكلام . وعلى جانب آخر كان هناك رأي لبعض الأخصائيين النفسيين المختصين بالسلوك يرجعون خروج الضحك من الإنسان يعتمد على الإدراك الذاتي بموقف افرد أو بالقدرة على التنبؤ بسلوك شخص أخر , لذا فأن الحيوان لا يضحك بنفس الطريقة التي يضحك بها البشر .
توصلت بعض الأبحاث التي أجريت عن الضحك بين الحيوانات, إلى وجود بعض الجزئيات التي تخفف من حدة الاكتئاب وبعض الاضطرابات المتصلة بالقصور في وظائف المخ وتغير في الحالات المزاجية .
1. رتبة الثدييات التي تشمل القردة (غير الإنسان) :
الثدييات بخلاف الإنسان من القردة مثل : الشمبانزي والغوريلا وإنسان الغاب(ضرب من القردة العليا الشبيهة بالإنسان في بورنيو وسومطرة تصدر أصواتاً للضحك استجابة لبعض الملامسات الجسدية مثل المداعبة أو لعب في شكل مطاردات أو مصارعة) .
وقد لا يستطيع الإنسان معرفة الضحك الشمبانزي لأنه في مجملة عبارة عن إخراج الأنفاس وإدخالها (الشهيق والزفير) , أي أن ضحكها شبيه بعملية التنفس أو اللهاث . وهناك أمثلة عديدة توضح أن القردة تعبر عن مرحها مثل الإنسان , حيث تم إجراء دراسة على أطفال حديثي الولادة وعلى صغار الشمبانزي والذين تمت مداعبتهم جسدياً , وعلى الرغم من اختلاف نغمة الصوت التي كانت نبرتها أعلى عند صغار الشمبانزي إلا أنهما تشابها في التعبيرات الوجهية . كما أن الطفل البشري الصغير يستثار من نفس الناطق التي تحفز الشمبانزي على الضحك تحت الإبط ومنطقة البطن ، والاستمتاع بالمداعبة الجسدية لا تقل عند الشمبانزي كلما تقدم به العمر .
2. الفئران :
تم اكتشاف أن الفئران تصدر صوتاً أثناء فترات اللعب والمرح وفي حالة المداعبة الجسدية . ووصف الصوت الذي تصدره بـ" السقسقة" وهو صوت ضعيف جداً لا يستطيع الإنسان سماعه إلا بأدوات خاصة . كما تم اكتشاف أن الفأر مثل الإنسان يستثار بالمداعبة الجسدية من خلال جلده في مناطق معينة من جسده, وهذا الضحك مرتبط بوجود مشاعر وعواطف وروابط إيجابية بين الحيوان وبين الإنسان الذي يقوم بمداعبته مما يؤدي إلى بحث الفأر عن مزيد من هذه المداعبة .
ووجد أن الاستجابة الإيجابية لمزيد من المداعبة ترجمت في شكل رغبة الفئران في مزيد من المرح واللعب وفي قضاء وقت أطول مع الفئران الأخرى الضاحكة.
وعلى عكس الشمبانزي , فكلما تقدم العمر بالفئران كلما قلت حساسية الجلد عند المداعبة الجسدية . وقد قام كلاً من (Jack Panksepp & Jeff Burgdorf) بعمل بحث لتتبع المنشأ البيولوجي للفرح وللعمليات الاجتماعية في المخ من خلال مقارنة الفئران بمجتمع الأطفال الصغار وممارستهم للمرح في مناخ اللعب . وعلى الرغم من عدم مقدرة البحث على إثبات أن الفئران لديها روح المداعبة , إلا أنهما أشارا إلى قدرة الفئران على الضحك والتعبير عنه .
وفي دراسة أخرى , تم التوصل إلى أن الفئران تصدر أصوات "السقسقة" قبل لعب المصارعة أو أخذ المورفين أو القيام بممارسة النشاط الجنسي ويفسر هذا الصوت على أنه توقع لشيء إيجابي يتم مكافأتهم به .
3. الكلاب :
ضحك الكلاب يشبه إلى حد كبير اللهاث الطبيعي , وبتحليل اللهاث بواسطة مسمة الطيف (Spectrograph) فقد وجد أن طريقة التعبير عن اللهاث له درجات مختلفة مجموعها ينتج عنه ما يسمى بضحك الكلاب . وقد تم تسجيل الأصوات الضاحكة لبعض من الكلاب وبمجرد إعادة تشغيلها لهم يبدؤون في اللعب والمرح وتخفض من معدل الضغوط لديهم , كما تدعم السلوك الاجتماعي لديهم من الاقتراب واللعق باللسان .
وقد قام كل من العلماء الثلاثة : سيمونت وفيرستيج وستوري بإجراء ملاحظة على حوالي (120) كلباً تتراوح أعمارهم ما بين (4) أشهر إلى (10) سنوات من خلال إجراء مقارنة ما بين فريقين الأول قام بسماع ما تم تسجيله من ضحك الكلاب والفريق الثاني لم يقم بسماع مثل هذا التسجيل . وفي هذا البحث تم قياس السلوك التالية للكلاب : اللهاث , التذمر , سيلان اللعاب , العدو , النباح , الجلوس خوفاً من شيء أو من البرد , الاندفاع , اللعب بالمخالب ... وقد أسفرت الملاحظة عن نتائج إيجابية عند سماعهم لما هو مسجل من الضحكات , ومن هذه النتائج الإيجابية :
- انخفاض ملحوظ في السلوك المتصل بالضغوط .
- زيادة حركة الذيل في الارتفاع والانخفاض .
- حركة الوجه (كأن الكلب في حالة مرح) بمجرد سماع صوت الضحك .
- إظهار سلوك اجتماعي إيجابي بشكل متكرر .
ومن هنا توصل البحث إلى أن الضحك يزيد من هدوء الكلب , ويسهل حينها السيطرة عليهم وتلقي التدريبات .
فوائد الضحك :
قالت الخبيرة الألمانية في علم النفس والطب البشري سوساني لايننيغ إنه لا يوجد علاج مجاني وتتوفر باستمرار مدى علاج الضحك,مؤكدة على أن فائدة دقيقة واحدة من الضحك تضاهي أكثر من 45 دقيقة من الاسترخاء,وأن للضحك مؤثرات إيجابية وقيمة على مختلف أنواع الأمراض وتساعد على التعافي بسرعة.
كما توصلت دراسة الجامعة الأمريكية إلى أن الضحك أفضل دواء وان مجرد التطلع إلى حدث ايجابي مضحك أو مشاهدة تجربة مضحكة
يعزز جهاز المناعة لدى الإنسان ويقلل من موجات التوتر العصبي.
وخفض إفراز المواد الكيميائية المرتبطة بحالات القلق والتوتر والاكتئاب.
من فوائد الضحك في إيجاز:
- الضحك يفيد الجسم والعقل.
- يحقق السعادة والسلام النفسي.
- يمنحك التجدد.
- يقلل من الضغوط.
- يزيد من قدرتك على التأمل والاسترخاء.
- يقوى جهاز المناعة ووسائل الدفاع الطبيعية الموجودة في الجسم.
- يزيد من قدرتك على التحدث إلى الآخرين بلباقة.
-يطور من شخصيتك وقدرتك على القيادة.
- يجعلك تبدو أكثر شباباً.
- ينمى روح المشاركة و روح العمل الجماعي .
- يعطي الشخص الثقة بالنفس .
- ينمي قدرة الشخص الإبداعية.
-يرفع من روحك المعنوية .
- يجعلك تفكر بشفافية .
- يخرجك من دائرة الروتين.
- تتلألأ عينيك عندما تضحك وتصبح أكثر وسامة.
- يرفع من مستوى أدائك العقلي و من قدرتك على الاحتفاظ بالمعلومات لأطول فترة ممكنة و يقوي الذاكرة.
- يجدد الطاقة.
- يحطم طبيعتك المتحفظة.
- يذكرك دائماً بالصورة الأشمل والأعم في حياتك أي تفكر وترسم لمستقبلك.
ولا يوصى بالضحك لـ :
على الرغم من فوائد الضحك الجمة وخاصة للقلب, إلا أنه في بعض الأحيان يسبب مشاكل صحية خطيرة ومنها السكتة الدماغية وأزمات القلب , فتوجد بعض الحالات التي يوصى فيها بعدم الضحك وتجنبه .
- عقب جراحة في البطن , لأن الضحك قد ينجم عنه فك غرز الخياطة الجراحية .
- مريض الفتق .
- مريض البواسير في مرحلة متقدمة .
- مضاعفات لاضطرابات في العين .
- المرأة الحامل , وخاصة إذا كانت هناك بعض العوامل التي تهدد بعدم أمان الأم أو جنينها .
- مرض الدرن , التهاب الشعب الهوائية المزمن , مرضى عدوى الجهاز التنفسي والحالات التي يكون فيها السعال مصحوباً ببلغم والذي يؤدي إلى نشر العدوى .
الضحك غير الطبيعي :
يعي مخ الإنسان بالحالات غير الطبيعية التي يمر بها الفرد , ويستطيع التفريق بينها . وكذا الحال مع الضحك الطبيعي والضحك غير الطبيعي , حيث نجد أن الضحك المرضي إن جاز القول يكون مصاحباً للحالات التالية :
- تلف في أنسجة المخ , من الممكن أن يتسبب في حالة الضحك غير الطبيعي .
- بعض أورام المخ .
- بعض أنواع الحول .
- بعض الاضطرابات النفسية مثل العته أو الهستيريا .
- الصرع .
ومن الآثار السلبية التي يولدها الضحك غير الطبيعي " إغماء الضحك" التي يفقد فيها الإنسان وعيه من شدة الضحك .
أقوال في الضحك :
* قديماً قالوا : الضحك فرج النفس , فمتى استطعنا الضحك استطعنا الحياة .
* الأفضل أن تثير الضحك من أن تثير الاشمئزاز .
* ليس هناك من عقوبة إطلاقاً إذا جعلت الآخرين يموتون من الضحك . (مثل صيني)
* إن يوماً لا تضحك فيه هو يوم ضائع . (مثل فرنسي)
* الإنسان الذي يحب الضحك له أسنان بيضاء .
* إذا أردت أن تضحك الناس عليك فيجب أن يكون وجهك صارماً جاداً .
* إذا كانت الحياة هي الفردوس المفقود فإن الضحك هو الفردوس المستعاد . (شارل لالو) .
* إن الضحك في جوهره يشبه التفريخ للطاقة العصبية البالغة القوة التي لا تجد متنفساً آخر لها . (هربرت سبنسر)
* كما أن هناك اختلافات في اللغة من وطن لآخر هناك اختلافات في الفكاهة والنكات من وطن لأخر . (جان بياجيه) .
والله محاضره كثير حلوه وملمه بجميع مجال الضحك شكرا للموقع وكمان شكر خاص للمحاضر الكريم
ردحذفِASsi AbDlLAh
jack_vandam@hotmail.com
ضيفوني شباب وصبايا
سلاااااااااام
والله موضوع اكثر من شيق تسلم يدد الكاتب وميرسى كتيييييييير ع المعلومه الشيقه
ردحذف